الزعيم التونسي المحنّك أضاف أنّ المشكلة في تونس هي أنّ بعض التونسيين لا يريدون للبعض أن يشارك، لكن من الضروري أن يشارك الجميع. ثم وضع الكلمة المفتاحية لفهم هذه الوصفة، وهي "سياسة التوافق" التي من المفترض أن تسود وتحكم البلاد حتى تعبر...
moreالزعيم التونسي المحنّك أضاف أنّ المشكلة في تونس هي أنّ بعض التونسيين لا يريدون للبعض أن يشارك، لكن من الضروري أن يشارك الجميع. ثم وضع الكلمة المفتاحية لفهم هذه الوصفة، وهي "سياسة التوافق" التي من المفترض أن تسود وتحكم البلاد حتى تعبر المرحلة الانتقالية، وتصل إلى البرّ الديمقراطي؛ توافق بين القديم والجديد، وتوافق بين العلمانية والإسلام والإسلام والديمقراطية والحداثة، توافق يراكم على المراحل السابقة ولا يلغيها، منذ خير الدين التونسي وصولاً إلى الحبيب بورقيبة.
وربما مجرّد أن يقف زعيم حزب إسلامي في مؤتمر حزب انشئ في الأصل ليكون ندّاً وطرفاً معادياً لـ"النهضة" الإسلامي هو بحدّ ذاته نموذج على التعددية والاحتواء والتوافق، ومؤشر على سعة الأفق. وربما ذلك ما يكسر القاعدة الطريفة التي وضعها الباجي قائد السبسي في بدايات تأسيس الحزب، عندما قال: "النداء والنهضة عبارة عن خطّين متوازيين لا يلتقيان بإذن الله، وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلاّ بالله"