Nothing Special   »   [go: up one dir, main page]

مجلة

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .

‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬


‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‬


‫ﺒﺤث ﺘطﺒﻴﻘﻲ ﻓﻲ اﻝﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ‬
‫)ﻝﻼﺴﺘﺜﻤﺎر واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ(‬

‫م‪ .‬وﻓﺎء اﺤﻤد ﻤﺤﻤد‬


‫ﻤﻌﻬد اﻻدارة ‪ /‬اﻝرﺼﺎﻓﺔ‬

‫اﻝﻤﺴﺘﺨﻠص ‪:‬‬
‫ﻴــﺴﻌﻰ ﻫــذا اﻝﺒﺤــث اﻝــﻰ ﺘﺤدﻴــد وﺴــﺎﺌل اﻝــدﻓﻊ اﻝﺘــﻲ ﺘــﺘم ﺒﻬــﺎ اﻝﺘﻌــﺎﻤﻼت اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ واﻝﻤـوارد اﻝﺘــﻲ ﺘوظﻔﻬــﺎ‬
‫اﻝﻤﺼﺎرف ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف ﻨﺸﺎطﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤؤﻫﻠﺔ ﻝﻠﻘﻴﺎم ﺒدور اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﺒﻴن اﻝﻤدﺨرﻴن‬
‫واﻝﻤﺴﺘﺜﻤرﻴن وﺘﺤدﻴد ﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺘﻤوﻴل اﻝﻤﺼرﻓﻲ وﺘوظﻴف اﻻﻤوال واوﻝوﻴﺎﺘﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻻﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‬
‫ﻓﻬذﻩ اﻝﻤﺼﺎرف ﻻﺘﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻝﻔﺎﺌدة اﺨذاً او ﻋطﺎءاً واﻨﻤﺎ ﺘﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ ﻨظﺎم اﻝﻤراﺒﺤﺔ ‪.‬‬
‫وﻗد ﺘم اﺨﺘﻴﺎر اﻝﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ )ﻝﻼﺴـﺘﺜﻤﺎر واﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ( ﻜﻤوﻀـوع ﻝﻠﺒﺤـث ﻝﺘـوﻓﻴر اﻝﺒﻴﺎﻨـﺎت‬
‫اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ ﺨﻼل ﻤدة اﻝﺒﺤث وﻝﻠﻔﺘرة ﻤن )‪ ٢٠٠٣‬ﻝﻐﺎﻴﺔ ‪. (٢٠٠٨‬‬
‫واظﻬرت ﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺒﺤث وﺠود ﺘوﺴﻊ ﻓﻲ ﺤﺠم اﻝﻤﺒﻴﻌـﺎت واﻝوداﺌـﻊ وﻜـذﻝك ﻓـﻲ ﻤﺠﻤـوع اﻻﻴـرادات ﻝـﺴﻨﺔ‬
‫)‪ (٢٠٠٨‬ﺒ ــﺴﺒب زﻴ ــﺎدة اﻝ ــوﻋﻲ اﻝﻤ ــﺼرﻓﻲ ﻝ ــدى ﺸـ ـراﺌﺢ ﻜﺒﻴـ ـرة ﻓ ــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤ ــﻊ ﻋ ــن اﻫﻤﻴ ــﺔ ودور اﻝﻤ ــﺼﺎرف‬
‫اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ واﺴــﺘﺨدام اﺴ ــﻠوب اﻝﻤــﺸﺎرﻜﺔ ﻓ ــﻲ اﻝ ـرﺒﺢ واﻝﺨــﺴﺎرة ﻓ ــﻲ اﻝﻤﻌــﺎﻤﻼت وﺘطﺒﻴ ــق اﻻﻨظﻤــﺔ اﻝﻤ ــﺼرﻓﻴﺔ‬
‫اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻝﺘﻤوﻴل واﻻﺴﺘﺜﻤﺎر واﻝﻘروض وﻏﻴرﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This research attempts to define the method of payments in order to‬‬
‫‪conclude a financial operation together with the funds used in different‬‬
‫‪activities by the Islamic Bank.‬‬
‫‪The Islamic Bank qualified to play the role of financial mediation‬‬
‫‪between the depositors and investors. In addition, to present a standard for‬‬
‫‪Finance and the priorities of investment according to the Islamic law as the‬‬
‫‪bank depends on the arbitrage rather than on a profit based system.‬‬
‫‪The Iraqi Islamic for investment and development has been chosen to be‬‬
‫‪the subject of this research in order to provide the data for the period from‬‬
‫‪(٢٠٠٣-٢٠٠٨).‬‬
‫‪The result of this research shows that there is an enlargement in sales,‬‬
‫‪deposits and in the total revenue for the year ٢٠٠٨, due to the increase of public‬‬
‫‪financial awareness about the importance and the role of Islamic Bank in the‬‬
‫‪society by shoring.‬‬

‫‪٨٣٣‬‬
‫ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬................... .‫ ﻣﻴﻼدﻳﺔ‬٢٠١٢ – ‫ ﻫﺠﺮﻳﺔ‬١٤٣٣ ‫( ﻟﺴﻨﺔ‬٢٠١
٢٠١) ‫ اﻟﻌﺪد‬-‫اﻻﺳﺘﺎذ‬

The profit and loss in their dealings and by implementing of the new bank
applications in their operations of funding , investing and lending.

٨٣٤
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫اﻝﻤﻘدﻤﺔ‬
‫ان اﺘﺴﺎع اﻝﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺘﺤدﻴد اطراﻓﻪ ﺒﺸﻜل اﺴﺘﺤﺎﻝت ﻤﻌﻪ اﻝﻴـﺎت اﻝﻌﻤـل اﻝﻘـدﻴم ‪ ،‬واﺼـﺒﺤت‬
‫اﻝﺤﺎﺠــﺔ اﻝــﻰ ظﻬــور اط ـراف ﺠدﻴــدة ﻤﻬﻤﺘﻬــﺎ ﺠﻤــﻊ اﻻﻤ ـوال واﻋــﺎدة ﺘوزﻴﻌﻬــﺎ ﻀــرورة ﺤﻴوﻴــﺔ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻠﺘطــور‬
‫اﻻﻗﺘــﺼﺎدي واﺴــﺘﻤ اررﻩ وﺘوﺴــﻌﻪ ‪ .‬ﻤــن ﻫﻨــﺎ ﺠــﺎءت دور اﻝوﺴــﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻜﺤﻠﻘــﺔ رﺒــط ﺒــﻴن اﺼــﺤﺎب اﻝﻔــﺎﺌض‬
‫اﻝﻤﺎﻝﻲ واﺼﺤﺎب اﻝﻌﺠز اﻝﻤﺎﻝﻲ ‪ .‬ﻓﺎﺼﺒﺢ اﻝﺘﺤﻜم ﻓﻲ اﻝﻘواﻋـد وادوات اﻝﻌﻤـل اﻝﻤـﺼرﻓﻲ ﻓـﻲ اﻻﺴـواق اﻝﻨﻘدﻴـﺔ‬
‫واﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻀــرورة ﺤﻴوﻴــﺔ ﻓﺎﻝوﺴــﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﺘﻌﺒـر ﻋــن وﺴــﺎﺌل اﻝــدﻓﻊ اﻝﺘــﻲ ﺘـﺘم ﺒﻬــﺎ اﻝﺘﻌــﺎﻤﻼت اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ واﻝﻤـوارد‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘوظﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠف ﻨﺸﺎطﺎﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻗــد ﺠــﺎء ﻫــذا اﻝﺒﺤــث ﻝﺘﺄﺼــﻴل اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﻨظــري ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻤوﻀــوع واﺨــذ اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﺘطﺒﻴﻘــﻲ ﻻﺤــد‬
‫اﻝﻤﺼﺎرف اﻝﻌراﻗﻴﺔ وﻫو اﻝﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ ﻝﻤﺎ ﻝﻪ ﻤـن اﻫﻤﻴـﺔ ﺤـﻀور ﻓـﻲ ﺴـوق اﻝﻌﻤـل اﻝﻤـﺼرﻓﻲ‬
‫وﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت وﻓق اﻝﻨظﺎم اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪ ،‬واﺸﺘﻤل اﻝﺒﺤث ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺤﺎور ‪:‬‬
‫اﻝﻤﺤور اﻻول ‪ :‬ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻝﺒﺤث )اﻝﻤﺸﻜﻠﺔ ‪ ،‬اﻝﻬدف ‪ ،‬اﻝﻔرﻀﻴﺔ ‪ ،‬اﺴﺎﻝﻴب ﺠﻤﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت( ‪.‬‬
‫اﻝﻤﺤور اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺘﻨﺎول اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻨظري ﻤن اﻝﺒﺤث ‪.‬‬
‫اﻝﻤﺤور اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺠﺎﻨب اﻝﺘطﺒﻴﻘﻲ ﻝﻠﺒﺤث وﻗد ﺨﻠص اﻝﺒﺤث اﻝﻰ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎت واﻝﺘوﺼﻴﺎت ‪.‬‬

‫اﻝﻤﺤور اﻻول‪ :‬ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻝﺒﺤث‬


‫اوﻻً ‪ :‬ﻤﺸﻜﻠﺔ اﻝﺒﺤث‬
‫ﺘﺘﻤﺜـل ﻤـﺸﻜﻠﺔ اﻝﺒﺤــث ﻓـﻲ ﺘـﺼور اﻝـدور اﻝـذي ﻴﻘــوم ﺒـﻪ ﻨظـﺎم ﻨﻘــدي اﺴـﻼﻤﻲ ﻤـن اﺸــﺘﻘﺎق اﻝﻨﻘـود ﻤﻤــﺎ‬
‫ﻴﻤﺜــل ﻤــﺸﻜﻠﺔ ﺒﺤﺜﻴــﺔ ﺘــﺴﺘوﺠب اﻝد ارﺴــﺔ ﻝﻤﻌرﻓــﺔ اﻫــم اﺴــﺎﻝﻴب اﻝوﺴــﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ وﺘﺘرﻜــز اﻝﻤــﺸﻜﻠﺔ‬
‫ﺤول اﻻﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺴؤاﻝﻴن اﻝرﺌﻴﺴﻴن اﻝﺘﺎﻝﻴﻴن ‪-:‬‬
‫‪ -١‬كيف يتم استخدام اساليب تمويلية تدعم فاعلية التوسع النقدي في المصارف االسالمية ؟‬

‫ﻤــﺎﻫﻲ ﻋﻼﻗــﺔ اﻝﻤــﻀﺎرﺒﺔ اﻝﺘــﻲ ﻴﻌﺘﻤــدﻫﺎ اﻝﻨظــﺎم اﻝﻤــﺼرﻓﻲ اﻻﺴــﻼﻤﻲ ﻓــﻲ ﻗﺒــول اﻝوداﺌــﻊ واﻝﺘــﻲ ﺘــﺴﺎﻫم‬ ‫‪-٢‬‬
‫ﻓﻲ ﺘوﻝﻴد اﻝﻨﻘود‬
‫اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ وﺨﻠق اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻨﻘدي ؟‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎً ‪ :‬ﻫدف اﻝﺒﺤث‬


‫ﻴﻬدف اﻝﺒﺤث اﻝﻰ اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠﻰ اﻝـدور اﻝـذي ﻴﻘـوم ﺒـﻪ اﻝﻤـﺼرف اﻝﻌ ارﻗـﻲ اﻻﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ اداء وظﺎﺌﻔـﻪ‬
‫اﻝﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺒﻤــﺼﺎدر اﻝﻤــدﺨرات وﺘﺠﻤﻴﻌﻬــﺎ ﻤــن اﺼــﺤﺎب رؤوس اﻻﻤـوال واﻋــﺎدة ﺘوزﻴﻌﻬــﺎ اﻝــﻰ ﻤــن ﻫــم ﺒﺤﺎﺠــﺔ‬
‫اﻝﻴﻬﺎ وﺨﻠق اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻨﻘدي وﺘوزﻴﻊ ﻋواﺌد اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ‪.‬‬

‫‪٨٣٥‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎً ‪ :‬ﻓرﻀﻴﺔ اﻝﺒﺤث‬


‫ﻴﻤﻜن وﻀﻊ ﻓرﻀﺘﻴن ﻝﻠﺒﺤث ‪:‬‬
‫اﻻوﻝﻰ ‪ :‬ان اﻝﻨظﺎم اﻝﻤﺼرﻓﻲ اﻝذي ﻴﺴﺘﻨد اﻝﻰ اﺴﺎﻝﻴب اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻴـﺴﺘﺨدم اﺴـﺎﻝﻴب ﺘﻤوﻴﻠﻴـﺔ‬
‫ﺘدﻋم ﻓﻌﺎﻝﻴﺔ ﻤﻘوﻤﺎت اﻝﺘوﺴﻊ اﻝﻨﻘدي ‪.‬‬
‫اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ ‪ :‬ان ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻨظـﺎم اﻝﻤـﺼرﻓﻲ اﻻﺴـﻼﻤﻲ ﻓـﻲ ﻗﺒـول اﻝوداﺌـﻊ ﺘـﺴﺎﻫم ﻓـﻲ‬
‫ﺘوﻝﻴد اﻝﻨﻘود اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ وﻗد ﺘﺤﻘﻘت ﻫذﻩ اﻝﻔرﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺨﻠق اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻨﻘدي ‪.‬‬

‫راﺒﻌﺎً‪ :‬اﺴﺎﻝﻴب ﺠﻤﻊ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت‬


‫ﺘــم اﻻﻋﺘﻤــﺎد ﻓــﻲ اﻝﺠﺎﻨــب اﻝﻨظــري ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﺼﺎدر واﻝﻤ ارﺠــﻊ اﻝﻌﻠﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺘــوﻓرة ﺒﺎﻻﻀــﺎﻓﺔ اﻝــﻰ ذﻝــك‬
‫اﻝدﺨول اﻝﻰ ﻤواﻗﻊ ﺸﺒﻜﺔ اﻻﻨﺘرﻨﻴت اﻤﺎ اﻝﺠﺎﻨب اﻝﺘطﺒﻴﻘﻲ ﻗـد اﻋﺘﻤـد ﻋﻠـﻰ اﻝﺘﻘـﺎرﻴر اﻝـﺴﻨوﻴﺔ واﻝﺒﻴﺎﻨـﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ‬
‫اﻝﺘــﻲ ﺘــم اﻝﺤــﺼول ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤــن اﻝﻤــﺼرف اﻝﻌ ارﻗــﻲ اﻻﺴــﻼﻤﻲ )ﻝﻼﺴــﺘﺜﻤﺎر واﻝﺘﻨﻤﻴ ـﺔ( ﻝﻤــدة ﺨﻤــس ﺴــﻨوات ﻤــن‬
‫‪ ٢٠٠٤‬ﻝﻐﺎﻴﺔ ‪ ١١‬ﻜﺎﻨون اﻻول ‪ ٢٠٠٨‬ﻓﻀﻼ ﻋن اﻝﻤﻘﺎﺒﻼت اﻝﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻊ اﻓراد ﻋﻴﻨﺔ اﻝدراﺴﺔ ‪.‬‬

‫اﻝﻤﺤور اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻹطﺎر اﻝﻨظري‬


‫اوﻻ ‪ :‬ﻤﻔﻬوم اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ‬
‫ﻫــﻲ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻘــوم ﺒﻬــﺎ ﻫﻴﺌــﺎت ﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻤﺘﺨﺼــﺼﺔ ﺘــﺴﻤﺢ ﺒﺘﺤوﻴــل ﻋﻼﻗــﺔ اﻝﺘﻤوﻴــل اﻝﻤﺒﺎﺸــر ﺒــﻴن‬
‫اﻝﻤﻘرﻀـﻴن واﻝﻤﻘﺘرﻀــﻴن اﻝــﻰ ﻋﻼﻗــﺔ ﻏﻴــر ﻤﺒﺎﺸـرة ﻓﻬــﻲ ﺘﺨﻠـق ﻗﻨــﺎة ﺠدﻴــدة ﺘﻤــر ﻋﺒرﻫــﺎ اﻻﻤـوال ﻤــن اﺼــﺤﺎب‬
‫اﻝﻔﺎﺌض اﻝﻤﺎﻝﻲ اﻝﻰ اﺼﺤﺎب اﻝﻌﺠز اﻝﻤﺎﻝﻲ وﺒﻬذﻩ اﻝطرﻴﻘﺔ ﺘﺼل ﺒﻴن طرﻓﻴن ﻤﺘﻨﺎﻗﻀﻴن ﻓﻲ اوﻀﺎﻋﻬﻤﺎ‬
‫واﻫداﻓﻬﻤﺎ اﻝﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ‪) .‬ﻤوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ اﻻﻨﺘرﻨﻴت( )‪. (File: H:showthread. Ht m‬‬

‫يمكن تلخص طبيعة عمل الوساطة في مجال االقتصاد بأنھا ‪" :‬عمل يتضمن التقريب ب‪H‬ين ط‪H‬رفين‬
‫بق‪HH‬صد ال‪HH‬ربح" ‪ .‬وفائ‪HH‬دتھا ووظيفتھ‪HH‬ا االقت‪HH‬صادية ھ‪HH‬ي تخف‪HH‬يض تكلف‪HH‬ة التب‪HH‬ادل أو التعام‪HH‬ل ب‪HH‬ين الوح‪HH‬دات‬
‫االقتصادية ‪ ،‬وما يترتب على ذلك من تشجيع العمل واإلنتاج والتجارة ‪.‬‬

‫أما الحاج‪H‬ة للوس‪H‬اطة ‪ ،‬فھ‪H‬ي تنب‪H‬ع م‪H‬ن واق‪H‬ع تف‪H‬اوت األف‪H‬راد ف‪H‬ي المعرف‪H‬ة والمھ‪H‬ارة والث‪H‬روة‪ .‬فھن‪H‬اك‬
‫الثري الذي يھدف الى ان ينمي ثروته ‪ ،‬ال يستطيع تحقيق ذلك بنفسه ب‪H‬سبب أعم‪H‬ال أو التزام‪H‬ات او نق‪H‬ص‬
‫خبرة او مھارة‪ .‬وھناك رجل األعمال الذي يملك المھارة والخبرة التجارية في اس‪H‬تثمار االم‪H‬وال ‪ ،‬لكن‪H‬ه ال‬
‫يملك رأس المال‪ .‬فإذا كان األول بعيدا عن الثاني ‪ ،‬أو ال ي‪H‬ستطيع أن يتع‪H‬رف علي‪H‬ه ‪ ،‬تن‪H‬شأ فرص‪H‬ة لط‪H‬رف‬
‫ثالث يتوسط الطرفين ‪ ،‬ويحظى ثقتھما ‪ ،‬يتولى التقريب بينھما ‪ ،‬وتحقيق ھ‪H‬دف ك‪H‬ال الط‪H‬رفين ‪ ،‬ف‪H‬ي مقاب‪H‬ل‬
‫ربح متفق عليه ‪).‬العمر ‪ ١٤١٤‬ھـ ‪.( ٧٠‬‬

‫‪٨٣٦‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫فجدوى الوساطة االقتصادية تنشأ من حقيقة النقص البشري ‪ ،‬في جوانب معرفة ف‪H‬رص االس‪H‬تثمار‬
‫والتمويل ‪ ،‬ومصادر رؤوس األموال ‪ ،‬والخبرة في تنمية المال وإدارته‪ .‬ومن ھن‪H‬ا يحت‪H‬اج الن‪H‬اس لم‪H‬ن ي‪H‬سد‬
‫بعض جوانب النقص ھذه ‪ ،‬لقاء أجر ‪ ،‬لتكون النتيجة تحقيق مصلحة جميع األطراف ‪.‬‬

‫ونظرا لألثر البالغ لحدود مسؤولية الوسيط ومقدار الخط‪H‬ر ال‪H‬ذي يتحمل‪H‬ه عل‪H‬ى ن‪H‬وع الوس‪H‬اطة الت‪H‬ي‬
‫ابت‪H‬داء أن العق‪H‬ود‬
‫ً‬ ‫يقدمھا ‪ ،‬سننظر إلى العالق‪H‬ة التعاقدي‪H‬ة ب‪H‬ين أط‪H‬راف الوس‪H‬اطة بمقي‪H‬اس المخ‪H‬اطرة‪ .‬ونلح‪H‬ظ‬
‫المالية في الفقه اإلسالمي تصنف إلى عقود أمانة وعقود ض‪H‬مان‪ .‬عق‪H‬ود األمان‪H‬ة تقت‪H‬صر م‪H‬سؤولية الوس‪H‬يط‬
‫على المخاطر المترتب‪H‬ة عل‪H‬ى تق‪H‬صيره أو تعدي‪H‬ه ف‪H‬ي عمل‪H‬ه ‪ ،‬ام‪H‬ا ف‪H‬ي عق‪H‬ود ال‪H‬ضمان فيتحم‪H‬ل الوس‪H‬يط كاف‪H‬ة‬
‫المخاطر التي تتعرض لھ‪H‬ا ال‪H‬سلعة موض‪H‬وع الوس‪H‬اطة ‪ ،‬س‪H‬واء ق‪H‬صر الوس‪H‬يط أم ل‪H‬م يق‪H‬صر‪ .‬إذ ال يخل‪H‬و أي‬
‫عق‪HH‬د م‪HH‬ن أن تك‪HH‬ون م‪HH‬سؤولية المتعاق‪HH‬د في‪HH‬ه مقت‪HH‬صرة عل‪HH‬ى عمل‪HH‬ه أو غي‪HH‬ر مقت ‪H‬صرة علي‪HH‬ه‪ .‬األول ھ‪HH‬و عق‪HH‬ود‬
‫األمانة‪ ،‬والثاني ھو عقود الضمان ‪ ،‬وال يتصور قسم ثالث ‪).‬النجار ‪(٩٠ ،١٩٨٠‬‬

‫وتقسيم العقود إلى أمانة وضمان يقابل تقسيم الخطر الذي يوجد ضمنيا في الدراسات االقتصادية‬
‫المعاصرة ‪ .‬فإذا كانت الوحدة االقتصادية قادرة على التأثير على درجة الخطر ‪ ،‬صار الخطر ھنا‬
‫“إيجابيا”‪) Controllable Risk‬مسيطر عليه( وإال فھو الخطر “السلبي” ‪Inevitable or‬‬
‫‪) Uncontrollable Risk‬غير مسيطر عليه(‪ ،‬حيث ال تملك الوحدة أي قدرة على التحكم في الخطر ‪،‬‬
‫وذلك كالجوانح والكوارث الطبيعية التي ال يملك اإلنسان التحكم فيھا ‪ .‬النوع األول من الخطر يسمى‬
‫أحيانا “الخطر األخالقي” ‪ Moral Hazard‬نظرا ألن قرار الوحدة بالتأثير على الخطر ينبني على مدى‬
‫أمانة الوحدة وتفانيھا في عملھا ‪ .‬أما الخطر السلبي فھو المراد إذا أطلقت كلمة “خطر”‪ Risk‬في‬
‫الدراسات المالية‪ .‬ويكون االھتمام منصبا حينئذ على التخلص من الخطر إما من خالل التأمين‪ ،‬أو التنويع‬
‫‪). Diversification‬سويلم ‪،‬مجلة االقتصاد االسالمي(‪.‬‬

‫واألصل أن الوحدة االقتصادية تكره المخاطرة ‪ .‬لذلك ال تتحملھ‪H‬ا إال إذا ك‪H‬ان العائ‪H‬د المتوق‪H‬ع يف‪H‬وق‬
‫ھذه الكراھة ‪ .‬وھذا األصل كما أنه يحظى بتأييد النظرية االقتصادية ‪ ،‬فھو يحظى كذلك بالتوجيه الشرعي‬
‫العام باجتناب الريبة إذا لم تتضمن من المصالح ما يتغلب على ذلك‪.‬‬

‫بناء على العالقة التعاقدية بين أطراف الوساطة إلى ‪:‬‬


‫نستطيع أن نصنف الوساطة ً‬

‫)‪ (١‬سمسرة ‪ ،‬وھي وساطة السمسار أو الدالل ب‪H‬ين الب‪H‬ائع والم‪H‬شتري‪ .‬وھ‪H‬ي قائم‪H‬ة عل‪H‬ى عق‪H‬ود أمان‪H‬ة )ف‪H‬ال‬
‫والموسط ‪ ،‬لكنھا خالية عن الصفة العقدية بين الوس‪H‬يط‬
‫ِ‬ ‫تتضمن النيابة ‪ ،‬كاإلجارة والجعالة( ‪ ،‬بين الوسيط‬
‫والموسط لديه ‪.‬‬
‫َ‬

‫)‪ (٢‬وساطة مالية ‪ ،‬وھ‪H‬ي النم‪H‬وذج اإلس‪H‬المي للوس‪H‬اطة )الم‪H‬صرفية( ب‪H‬ين ذوي الف‪H‬ائض ف‪H‬ي الث‪H‬روة وذوي‬
‫العجز ‪ ،‬وتقوم على عقود النيابة‪ :‬المشاركة والمضاربة والوكالة ‪ ،‬في كال جانبي الوساطة ‪.‬‬

‫)‪ (٣‬وساطة المصرف التقليدي ‪ ،‬وھي قائمة على االقتراض واإلقراض بين ذوي الفائض وذوي العجز ‪.‬‬

‫‪٨٣٧‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫)‪ (٤‬التجارة ‪ ،‬وھي وساطة التاجر بين المنتج والمستھلك ‪ ،‬وتقوم على عقد البيع ‪.‬‬

‫حتى نتمكن من تحديد طبيعة الوساطة المالية ‪ ،‬ينبغي أن نالحظ أن الوسيط المالي ‪ ،‬كما يدل علي‪H‬ه‬
‫اسمه ‪ ،‬يتوسط بين طرفين ‪ :‬ذوي الفائض وذوي العجز ‪ .‬فھو يتولى توجيه الفائض م‪H‬ن الث‪H‬روة ل‪H‬دى الفئ‪H‬ة‬
‫األولى إلى األكثر حاجة لھا من أفراد الفئة الثانية‪ .‬ثم ھو ي‪H‬ربح م‪H‬ن خ‪H‬الل ھ‪H‬ذا التوجي‪H‬ه‪ .‬فمق‪H‬صود الوس‪H‬يط‬
‫المالي إذن ھو إدارة أموال ذوي الفائض ‪ ،‬وليس تملكھا ‪ .‬وحينئذ فمن مصلحة الوسيط بناء الوساطة عل‪H‬ى‬
‫عقد نيابة ‪ ،‬تقتصر مخاطره على عمل الوسيط ‪ ،‬وال يلجأ إلى عقد ضمان والحال ھذه ‪ ،‬ألن الوسيط ‪ ،‬كما‬
‫ھو شأن أي وحدة اقتصادية ‪ ،‬يطمح إلى االسترباح بأدنى حد ممكن من المخاطرة ‪ .‬أما في جانب توظيف‬
‫تحم‪H‬ل الوس‪H‬يط‬
‫فبناء على نفس المنطق السابق فإن عقود األمان‪H‬ة ص‪H‬الحة لھ‪H‬ذا الجان‪H‬ب ‪ .‬فھ‪H‬ي ال ّ‬ ‫ً‬ ‫األموال ‪،‬‬
‫مخاطر أكثر مما يلتزم به تجاه ذوي الفائض‪ .‬كما أن المخاطر التي يضمنھا تخلق الحوافز الكافية للوس‪H‬يط‬
‫للتف‪HH‬اني ف‪HH‬ي العم‪HH‬ل وب‪HH‬ذل الجھ‪HH‬د ف‪HH‬ي الح‪HH‬صول عل‪HH‬ى رض‪HH‬ا الم‪HH‬دخرين ‪ .‬وھ‪HH‬ذا يعن‪HH‬ي أن عق‪HH‬ود ال‪HH‬شركة‬
‫بالموسط لديه ‪.‬‬
‫َ‬ ‫والمضاربة والوكالة كافية لتنظيم عالقة الوسيط‬

‫فعقود األمانة تحقق للوسيط ما يطمح إليه من تجنب المخاطر التي ال تتصل بعمله وال تدخل تح‪H‬ت‬
‫سيطرته ‪ ،‬كالجوائح أو اإلتالف بسبب طرف ثالث ‪ .‬أما مخ‪H‬اطر التع‪H‬دي أو التف‪H‬ريط فھ‪H‬و يتحملھ‪H‬ا بطبيع‪H‬ة‬
‫الحال ‪ ،‬ألنھا تح‪H‬ت س‪H‬يطرته وبموجبھ‪H‬ا ي‪H‬ستحق ال‪H‬ربح عل‪H‬ى وس‪H‬اطته والوس‪H‬اطة المالي‪H‬ة ن‪H‬وع خ‪H‬اص م‪H‬ن‬
‫التمويل ‪ ،‬أال وھو تقديم المال للتجار من خالل عقد نيابة‪ ،‬ينوب فيه التاجر ع‪H‬ن الوس‪H‬يط ‪ ،‬إم‪H‬ا وكال‪H‬ة وإم‪H‬ا‬
‫م‪H‬شاركة‪ .‬والوس‪HH‬يط نف‪H‬سه نائ‪HH‬ب ع‪HH‬ن ذوي الف‪H‬ائض نخل‪HH‬ص مم‪HH‬ا تق‪H‬دم إل‪HH‬ى أن الوس‪HH‬يط الم‪H‬الي ‪ ،‬ف‪HH‬ي اقت‪HH‬صاد‬
‫إسالمي ‪ ،‬يجمع المدخرات ويوظفھا من خالل عقود النيابة ‪ :‬الوكالة والمضاربة وال‪H‬شركة ‪ .‬أي أن‪H‬ه يعب‪H‬ئ‬
‫المدخرات نيابة ‪ ،‬ويوظفھ‪H‬ا نياب‪H‬ة ك‪H‬ذلك ‪ .‬وھ‪H‬و ب‪H‬ذلك يوج‪H‬ه الم‪H‬دخرات م‪H‬ن ذوي الف‪H‬ائض إل‪H‬ى ذوي العج‪H‬ز‬
‫مباشرة ‪ ،‬كما تصبح عالقته مع التجار عالقة تكامل ‪ ،‬وليست عالقة تنافس ‪).‬سويلم ‪،‬المجلد العاشر(‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اساليب الوساطة المالية‬

‫ﻴﺘﻤﺜـ ــل اﻝـ ــدور اﻻﺴﺎﺴـ ــﻲ ﻝﻠﻤؤﺴـ ــﺴﺎت اﻝﻤـ ــﺼرﻓﻴﺔ ﻓـ ــﻲ ﻗﻴﺎﻤﻬـ ــﺎ ﺒـ ــدور اﻝوﺴـ ــﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـ ــﺔ ﺒـ ــﻴن‬
‫اﻝﻤ ــدﺨرﻴن واﻝﻤ ــﺴﺘﺜﻤرﻴن ﻓﺎﻝﺘﻌﺎﻤ ــل اﻝﻤﺒﺎﺸ ــر ﺒ ــﻴن اﻝﻤ ــدﺨرﻴن واﻝﻤﺴﺘ ــﺸﻤرﻴن ﻝ ــم ﻴﻌ ــد ﻤﻤﻜﻨ ــﺎً ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻗ ــﺼور‬
‫اﻝﻤﻌرﻓﺔ واﺨﺘﻼف اﻝﻤﻴول ﺒﺎﻝﻨﺴﺒﺔ ﻝﻠﺴﻴوﻝﺔ واﻝﻤﺨﺎطر ﻤن ﺨﻼل ﺘطﺒﻴق ﻫذﻩ اﻝوﺴﺎطﺔ ﺘﺘﺤدد ﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻝﺘﻤوﻴـل‬
‫اﻝﻤﺼرﻓﻲ وﺘوظﻴف اﻻﻤوال واوﻝوﻴﺎﺘﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻝﻤﻼﺌﻤﺔ اﻝﻤﺸروع ورﺒﺤﻴﺘـﻪ وﻗدرﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻝـﺴداد ‪ ،‬ﻓﻌﻤـل اﻝﻨظـﺎم‬
‫اﻝﻤﺼرﻓﻲ ﻴﺒدأ ﻤن ﺠﺎﻨﺒﻪ اﻻول وﺒﺸﻜل اﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘﻌﺒﺌﺔ اﻝﻤدﺨرات واﻝﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ ‪ ) :‬ﺼـدﻴﻘﻲ‪١٩٩٩ ،‬‬
‫‪. ( ٢٠ ،‬‬
‫اﻝوداﺌﻊ ﺘﺤت اﻝطﻠب ‪-:‬‬ ‫‪-١‬‬
‫ﻴﻘــوم اﻝﻤــﺼرف ﺒﻘﺒــول ﻫــذﻩ اﻝوداﺌــﻊ ﻤــﻊ اﻝﺘ ازﻤــﻪ ﺒردﻫــﺎ اﻝــﻰ اﺼــﺤﺎﺒﻬﺎ ﻋﻨــد اﻝطﻠــب وﺘﻘــوم‬
‫اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﺴﺎس اﻝﻘرض ﺤﻴث ﻴﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤﺼرف اﺴﺘﺨدام ﻫذﻩ اﻻﻤوال واﻝﺘﺼرف ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻨﻬﺎ‬
‫اﻤ ـوال ﻤﻤﻠوﻜــﺔ ﻝﻬــم وﺘﺤــت ﻤــﺴؤوﻝﻴﺘﻪ وﻀــﻤﺎﻨﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻀــﺎﻤﻨﺎً ﻝﻠﻘــرض اذا ﺘﻠــف او ﻫﻠــك او ﻀــﺎﻋﻪ ‪.‬‬

‫‪٨٣٨‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫)اﻝ ــﺴﺎﻝوس ‪١٤٠٢‬ﻫ ـ ـ ‪ (٦١٢،‬وﺒﺎﻝﺘ ــﺎﻝﻲ ﻓ ــﺎن ﻫ ــذﻩ اﻝوداﺌ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﺤﺎﻝ ــﺔ اﺴ ــﺘﻘرارﻫﺎ ﺘ ــوﻓر ﻤﺠ ــﺎﻻ واﺴ ــﻌﺎ ﻴ ــﺴﻤﺢ‬
‫ﻝﻠﻤﺼرف ﺒﺘوظﻴﻔﻬﺎ ﻤـﻊ اﺤﺘﻔﺎﻀـﻪ ﺒﻌﺎﺌـد ﻫـذا اﻝﺘوظﻴـف اﺴـﺘﻨﺎدا اﻝـﻰ اﻝﻘﺎﻋـدة اﻝﻔﻘﻬﻴـﺔ )اﻝﻐـﻨم ﺒـﺎﻝﻐرم( وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ‬
‫ﻓﻬــﻲ ﺘﺎﺨــذ ﺤﻜــم اﻝﻘــرض اﻝﺤ ـﺴن وﺘﻜــون ﻫــذﻩ اﻝوداﺌــﻊ ﻋــﺎدة ﻤﻨﺨﻔــﻀﺔ اﻝﺤﺠــم ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﺒﻐﻴرﻫــﺎ ﻤــن اﻝوداﺌــﻊ‬
‫اﻻﺨرى ﺒـﺴﺒب رﻏﺒـﺔ اﺼـﺤﺎﺒﻬﺎ ﻓـﻲ ﺘﺤوﻴﻠﻬـﺎ اﻝـﻰ وداﺌـﻊ ادﺨﺎرﻴـﺔ )اﺴـﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ( ﺘـدر ﻋﺎﺌـداً ﻴﻌطـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻻﻗـل‬
‫ﻨﺼﺎب اﻝزﻜﺎة اﻝﻤﻔروض ﻋﻠﻴﻬﺎ )ﺸﺎﻫﻴن ‪. (٦ ، ٢٠٠٠‬‬

‫اﻝوداﺌﻊ اﻻدﺨﺎرﻴﺔ ‪:‬‬ ‫‪-٢‬‬


‫ﺘﺘﻤﻴ ــز ﻫ ــذﻩ اﻝوداﺌ ــﻊ ﺒﻜﺒ ــر ﺤﺠﻤﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻝﻤ ــﺼرف اﻝﺘﻘﻠﻴ ــدي ﻓﻬ ــﻲ ﺘ ــودع ﻤ ــن ﻗﺒ ــل ﻋﻤ ــﻼء‬
‫اﻝﻤﺼرف ﻝﻤدة ﻤﺘﻔق ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫وﻻﻴﺠــوز ﺴــﺤﺒﻬﺎ واﻻ ﻴــﺴﻘط ﺤــق اﻝﻤــودع ﻓــﻲ اﻝﺤــﺼول ﻋﻠــﻰ اﻝﻌﺎﺌــد اﻝﻤــﺴﺘﺤق ﻤﻨﻬــﺎ )ﻋﺒــداﷲ ‪، ٢٠٠٠‬‬
‫‪ (١٣‬وﻫــذا اﻝﻨــوع ﻤــن اﻝوداﺌــﻊ ﻴﺨﺘﻠــف اﺨﺘﻼﻓــﺎ ﺠــذرﻴﺎ ﻋــن ﻤﺜﻴﻠــﻪ ﻓــﻲ اﻝﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﺤﻴــث ﻻﺘــﻀﻤن‬
‫اﻝﻤ ــﺼﺎرف اﻻﺴ ــﻼﻤﻴﺔ اﺼ ــل اﻝودﻴﻌ ــﺔ وﻻ اﻝﻌﺎﺌ ــد اﻝﻤﺘرﺘ ــب ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ )ﻋطﻴ ــﺔ ‪ ١٤٠٥‬ﻫ ـ ـ ‪ (٢٢٦ ،‬ﻻﻨﻬ ــﺎ ﺘﻘ ــوم‬
‫ﺒﺎﺴـﺘﺜﻤﺎر ﻫـذﻩ اﻝوداﺌـﻊ واﻗﺘــﺴﺎم اﻝﻌﺎﺌـد ﻤـﻊ اﻝﻤــودﻋﻴن وﻓﻘـﺎً ﻻﺴـﻠوب ﻋﻘـد اﻝﻤــﻀﺎرﺒﺔ اﻝـﺸرﻋﻴﺔ ‪ ،‬وﻴﺘرﺘـب ﻋﻠــﻰ‬
‫ذﻝك ارﺘﺒﺎط ﻫذا اﻝﻌﺎﺌد ارﺘﺒﺎطﺎ وﺜﻴﻘﺎً ﺒﺼﺎﻓﻲ ﻨﺘﺎﺌﺞ اﺴﺘﺨداﻤﺎت ﻫذﻩ اﻝوداﺌﻊ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر واﻝﺘﻤوﻴن‬
‫اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ‪ ،‬رﺒﺤــﺎً او ﺨــﺴﺎرة ‪ ،‬وﻴﻜــون اﻝ ـرﺒﺢ ﻤــﺸﺎﻋﺎ ﺒــﻴن اﺼــﺤﺎب اﻝوداﺌــﻊ اﻻﺴــﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ )رب اﻝﻤــﺎل( ﻤــن‬
‫ﻨﺎﺤﻴﺔ واﻝﻤﺼرف )ﻜﻤﻀﺎرب( ﻤن ﻨﺎﺤﻴﺔ اﺨرى ﺒﺤﻴث ﻴﻘﺴم اﻝرﺒﺢ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺤﺴب اﻻﺘﻔﺎق ان ﻨﺠﺎح اﻝﻤﺼرف‬
‫ﻓﻲ اﺴﺘﺨدام اﺴﻠوب اﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ ﻻﺴﺘﻘطﺎب اﻝوداﺌـﻊ ﻴﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ ﺘﺄﺼـﻴل اﻝـﺴﻠوك اﻻدﺨـﺎري ﻻﻓـراد اﻝﻤﺠﺘﻤـﻊ ‪،‬‬
‫ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل اﻝوداﺌﻊ اﻻدﺨﺎرﻴﺔ ﺘﺘﺴم ﺒطول اﻻﺠل ﻓﻲ ﻤﺠﻤوﻋﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻝـو ﻜﺎﻨـت ﻗـﺼﻴرة اﻻﺠـل ﺒﻤﻔرداﺘﻬـﺎ ﻤﻤـﺎ‬
‫ﻴﺘـ ــﻴﺢ ﻝﻠﻤـ ــﺼرف اﻻﺴـ ــﻼﻤﻲ اﻻﺴـ ــﺘﻔﺎدة ﻤﻨﻬـ ــﺎ ﺒـ ــﺸﻜل رﺌﻴـ ــﺴﻲ ﻓـ ــﻲ دﻋـ ــم ﻋﻤﻠﻴـ ــﺎت اﻝﺘﻤـ ــوﻴن واﻻﺴـ ــﺘﺜﻤﺎر ‪.‬ان‬
‫اﻝﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝﻨظــﺎم اﻝﻨﻘــدي واﻝﻤــﺼرﻓﻲ اﻻﺴــﻼﻤﻲ ﺘﻘــوم ﺒﺘزظﻴــف اﻻﻤ ـوال اﻝﻤــدﺨرة ﻤــﺴﺘﺨدﻤﺔ‬
‫اﺴﺎﻝﻴب ﺘوظﻴف اﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻌﻴدة ﻋن اﺴﻠوب اﻝﻘرض ﺒﻔﺎﺌدة واﻝذي ﺘﺴﺘﺨدﻤﻪ اﻝﻤـﺼﺎرف اﻝﺘﺠﺎرﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻨظـﺎم‬
‫)اﻝﻌﻤر ‪١٤١٤‬ﻫـ ‪ (٦١ ،‬ﻝﻠذﻝك ﺘﻠﺠﺄ اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ اﻝﻰ اﺴـﺎﻝﻴب ﺘوظﻴـف‬ ‫اﻝﻤﺼرﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﺼر‬
‫اﺨرى ﻝﻼﻤوال اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ ﻝدﻴﻬﺎ وﻤن اﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬
‫أ‪ :‬اﺴﻠوب اﻝﺘﻤوﻴل اﻝﺒﻴﻌﻲ ‪ :‬وﻴﻘوم ﻋﻠﻰ اﺴﺎس ﺴﻠﻌﺔ ﺘﺒﺎع وﺘﺸﺘرى وﻤن ذﻝك ‪:‬‬
‫ﺒﻴﻊ اﻝﻤراﺒﺤﺔ ‪ :‬وﻫو اﻝﺒﻴـﻊ اﻝـذي ﺘـﺴﺘﺤق ﻓﻴـﻪ دﻓـﻊ ﺜﻤـن اﻝـﺴﻠﻌﺔ اﻝﻤﺒﻴﻌـﺔ ﻤـن ﻗﺒـل اﻝﻤـﺼرف ﺒﻌـد اﺠـل‬ ‫‪.١‬‬
‫ﻤﻌــﻴن ﺒﻌــد ﻗــﺒض اﻝﻤﺒﻴﻌــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺤــل اﻝﻌﻘــد وﻝﻬــذا اﻻﺴــﻠوب ﺘطﺒﻴﻘــﺎت ﻋددﻴــﺔ واﻨﺘــﺸﺎر واﺴــﻊ ﻓــﻲ اﻝﻤــﺼﺎرف‬
‫اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﺤﻴــث ﻴــﺴﺘﺨدم ﻓــﻲ ﺘﻤوﻴــل اﻻﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت اﻝــﻀرورﻴﺔ ﻝﻼﻓ ـراد ﻤــن ﻤــدﺨﻼت ﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ او زراﻋﻴــﺔ او‬
‫ﻤﺴﺘﻠزﻤﺎت ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺎﻻﻀﺎﻓﺔ اﻝﻰ ﺘﻤوﻴل اﻝﺘﺠﺎرة اﻝداﺨﻠﻴـﺔ واﻝﺨﺎرﺠﻴـﺔ ﺤﻴـث ﻴـﺴﺘطﻴﻊ اﻝﻤـﺼرف اﻨـﻲ ﻴـﺸﺘري‬
‫او ﻴﺴﺘورد ﺤﺴب اﻻﺘﻔﺎق ﻤﻊ اﻝﻌﻤﻴل وﻴﻘوم ﺒﻴﺒﻴـﻊ اﻝـﺴﻠﻌﺔ ﻝـﻪ ﺒﻘﻴﻤـﺔ اﻝﺘﻜﻠﻔـﺔ ﻤـﻀﺎﻓﺎ اﻝﻴﻬـﺎ ﻫـﺎﻤش ﻤﻌﻘـول ﻤـن‬
‫اﻝرﺒﺢ ‪ ،‬ﻓﺎﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻠﺠﺎ اﻝﻰ ﻫذا اﻻﺴﻠوب ﻤﻊ اﺸﺘراط اﻝﻤواﻋدة اﻝﻤﻠزﻤﺔ ﺒﺎﻝﺸراء ‪.‬‬

‫‪٨٣٩‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫ﺒﻴـﻊ اﻝــﺴﻠم ‪ :‬وﻫــو )ﺒﻴـﻊ اﺠــل ﺒﻌﺎﺠــل( ‪ ،‬وﻫــو ﻴطﺒـق ﻜﺎﺴــﻠوب ﺘﻤــوﻴﻠﻲ ﻓـﻲ اﻝﻤــﺼﺎرف ﻝﺘﻘــدﻴم اﻝﺘﻤوﻴــل‬ ‫‪.٢‬‬
‫اﻝﺘﺠﺎري اﻝﻼزم ﻝﻌﻤﻼء اﻝﻤﺼرف ﻝﺴداد ﻨﻔﻘـﺎﺘﻬم اﻝﻼزﻤـﺔ ﻝﻠـﺴﻠﻊ اﻝﺘـﻲ ﻴﻘوﻤـون ﺒﺎﻨﺘﺎﺠﻬـﺎ ‪ ،‬وﻋـﺎدة ﻤـﺎ ﻴﻘـوم ﻫـذا‬
‫اﻝﻤ ــﺼرف ﺒﻬ ــذا اﻝﺘﻤوﻴ ــل ﻤﺤ ــددا اﻨـ ـواع اﻝ ــﺴﻠﻊ اﻝﺘ ــﻲ ﻴﻤﻜﻨ ــﻪ اﻝ ــﺴﻠم ﻓﻴﻬ ــﺎ واﻝﺘ ــﻲ ﺘﺘ ــﺼف ﺒ ــﺎﻝرواج وﺴ ــﻬوﻝﺔ‬
‫اﻝﺘﺼرﻴف او اﻝﻘﺎﺒﻠﻴﺔ ﻝﻠﺘﺨزﻴن ﺒﻬدف اﻝﺤد ﻤن ﻤﺨﺎطر ﻫذا اﻝﺘﻤوﻴل ‪.‬‬
‫‪ .٣‬اﻻﻴﺠـﺎر اﻝﺘﻤــوﻴﻠﻲ ‪ :‬وﻫـو ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺸـراء ﻝﻼﺼــل ﻤـن ﻗﺒــل اﻝﻤـﺼرف واﺘﺎﺤﺘــﻪ ﻝﻼﺴـﺘﺨدام ﻤــن ﻗﺒـل اﻝﻌﻤــﻼء‬
‫ﻤﻘﺎﺒـل ﻗﻴﻤــﺔ اﻴﺠﺎرﻴـﺔ ﻤﺘﻔــق ﻋﻠﻴﻬـﺎ ‪ .‬ﺤﻴــث ﻴـﺘﺤﻔظ اﻝﻤــؤﺠر ﺒﻤﻠﻜﻴـﺔ اﻻﺼــل وﻴﺘﻤﺘـﻊ اﻝﻤــﺴﺘﺄﺠر ﺒﺤﻴـﺎزة اﻻﺼــل‬
‫واﺴﺘﺨداﻤﻪ ﻤﻘﺎﺒل ﺘﺴدﻴد دﻓﻌﺎت اﻴﺠﺎرﻴﺔ ﻤﺤددة ﺨﻼل ﻤدة ﺴرﻴﺎن اﻻﺘﻔﺎق ‪.‬‬

‫ب ‪ :‬اﺴﻠوب اﻝﺘﻤوﻴل ﺒﺎﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ‪:‬‬


‫وﻴﻌﺘﺒر ﻤن اﻫم ﺼﻴﻎ اﻝﺘﻤوﻴل اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ واﻫم ﻤﺎ ﻴﻤﻴز ﻫـذا اﻝﻨظـﺎم اﻝﻤـﺼرﻓﻲ اﻻﺴـﻼﻤﻲ ﺤﻴـث ﻴﻘـوم‬
‫ﻋﻠــﻰ اﺴــﺎس ﺘﻘــدﻴم اﻝﺘﻤوﻴــل اﻝــﻼزم ﻝﻠﻤــﺸروﻋﺎت ﻤــﺸﺎرﻜﺔ ﻤــﻊ اﻝﻤــﺴﺘﺜﻤرﻴن اﺼــﺤﺎب اﻝﻤــﺸﺎرﻴﻊ وﻓــق ﻗواﻋــد‬
‫واﺴس ﺘوزﻴﻌﻴﺔ ﻴﺘم اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒل ﺒد اﻝﺘﻌﺎﻤل وﻋﺎدة ﻤﺎﻴﻜون اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤن اﻝرﺒﺢ ﻝﻠﺸرﻴك‬
‫اﻝﻤــﺴﺘﺜﻤر ﻤﻘﺎﺒــل ادارﺘــﻪ ﻝﻠﻤــﺸروع وﻴــوزع اﻝﺒــﺎﻗﻲ ﺒــﻴن اﻝط ـرﻓﻴن )اﻝﻤــﺼرف واﻝﻤــﺴﺘﺜﻤر( ﺒﻨــﺴﺔ ﻤــﺎ ﻗدﻤــﻪ ﻜ ـل‬
‫ﻤﻨﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫وﻫــذا اﻻﺴــﻠوب ﻤــن اﻝﺘﻤوﻴــل ﻤــن اﻫــم اﻻﺴــﺎﻝﻴب اﻝﺘــﻲ ﻴرﺘﻜــز ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻝﻨظــﺎم اﻝﻨﻘــدي اﻻﺴــﻼﻤﻲ ﻓﺎﺴــﻠوب‬
‫اﻝﻤـﺸﺎرﻜﺔ ﻫــو اﻻﺴـﻠوب اﻝﺘﻤــوﻴﻠﻲ اﻝــﺴﺎﺌد ﻤـﻊ اﺴــﺘﺨدام اﻻﺴـﺎﻝﻴب اﻝﺒﻴﻌﻴــﺔ ﻜﺎﺴــﻠوب ﻤﻜﻤـل ﻝﻼﺴــﻠوب اﻝرﺌﻴــﺴﻲ‪.‬‬
‫)اﻝﻌﻤر‪ ١٤١٤‬ﻫـ ‪( ٢٥ ،‬‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬ﻤﺎﻫﻴﺔ اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ‪:‬‬


‫ان اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ذات ﺨﺼوﺼﻴﺔ ﺘﻤﻴزﻫـﺎ ﻋـن ﺒـﺎﻗﻲ اﻝﻤـﺼﺎرف ﺴـواء ﺒﺎﻝﻨـﺴﺒﺔ ﻝﻠﻌﻤـﻼء‬
‫او اﻻدوات اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ ﻓﻬــﻲ ﺘﻌــد ظـﺎﻫرة ﻤــن ﻜﺒرﻴــﺎت اﻝظـواﻫر ﻓــﻲ اﻝﻤؤﺴــﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻋــﺼرﻨﺎ اﻝﺤــﺎﻝﻲ‬
‫ﻓﻘﻠﻤﺎ ﺘوﺠد اﻝﻴوم دوﻝﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﺎﻝم اﻻ وﺒﻴن ﻤؤﺴﺴﺎﺘﻬﺎ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ وﺠود ﺒﺸﻜل او ﺒﺎﺨر ﻝﻠﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪Siddiqi, M., (June ١٩٩٩): ٣٣-٣٥.‬‬
‫ﻓﻘــد ﻋرﻓــت اﺘﻔﺎﻗﻴــﺔ اﻨــﺸﺎء اﻻﺘﺤــﺎد اﻝــدوﻝﻲ ﻝﻠﺒﻨــوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻓــﻲ اﻝﻔﻘـرة اﻻوﻝــﻰ ﻤــن اﻝﻤــﺎدة اﻝﺨﺎﻤــﺴﺔ ﻤــن‬
‫اﻝﺒﻨــوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﺒـ ـ ‪ " :‬ﻴﻘــﺼد ﺒــﺎﻝﺒﻨوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻨظــﺎم ﺘﻠــك اﻝﺒﻨــوك او اﻝﻤؤﺴــﺴﺎت اﻝﺘــﻲ ﻴــﻨص‬
‫ﻗﺎﻨون اﻨﺸﺎﺌﻬﺎ وﻨظﺎﻤﻬﺎ اﻻﺴﺎﺴﻲ ﺼراﺤﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻝﺘزام ﺒﻤﺒﺎدئ اﻝﺸرﻴﻌﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻋدم اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻝﻔﺎﺌدة اﺨذا‬
‫وﻋطﺎءا "‪.‬‬
‫وﻗــد ﺠــﺎء ﺘﻌرﻴــف ﻝﻠﺒﻨــك اﻻﺴــﻼﻤﻲ ﻓــﻲ " اﻗﺘــﺼﺎدﻴﺎت اﻝﻨﻘــود واﻝــﺼﻴرﻓﺔ واﻝﺘﺠــﺎرة اﻝدوﻝﻴــﺔ" ﻝ ـ " ﻋﺒــد اﻝﻨﻌــﻴم‬
‫ﻤﺤﻤد ﻤﺒﺎرك وﻤﺤﻤـود ﻴـوﻨس" ﻋﻠـﻰ اﻨـﻪ‪) :‬ﻤؤﺴـﺴﺔ ﻤـﺼرﻓﻴﺔ ﻫـدﻓﻬﺎ ﺘﺠﻤﻴـﻊ اﻻﻤـوال واﻝﻤـدﺨرات ﻤـن ﻜـل ﻤـن‬
‫ﻻﻴرﻏب ﻓﻲ اﻝﺘﻌﺎﻤل ﺒﺎﻝرﺒﺎ )) اﻝﻔﺎﺌدة (( ﺜم اﻝﻌﻤل ﻋﻠـﻰ ﺘوظﻴﻔﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎﻻت اﻝﻨـﺸﺎط اﻻﻗﺘـﺼﺎدي اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ‬

‫‪٨٤٠‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫وﻜذﻝك ﺘوﻓﻴر اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ اﻝﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻝﻠﻌﻤﻼء ﺒﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻔـق ﻤـﻊ اﻝـﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ وﻴﺤﻘـق دﻋـم اﻫـداف‬
‫اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ) ﻤﺒﺎرك ‪ ،‬ﻴوﻨس ‪.(١٧٣ ، ١٩٩٦ ،‬‬
‫ﻤوﺴ ــﺴﺔ ﻤﺎﻝﻴ ــﺔ ﻤ ــﺼرﻓﻴﺔ ﻝﺘﺠﻤﻴ ــﻊ اﻻﻤـ ـوال وﺘوظﻴﻔﻬ ــﺎ وﻓ ــق ْاﺤﻜ ــﺎم‬
‫وﺘﻌ ــرف اﻝﺒﻨ ــوك اﻻﺴ ــﻼﻤﻴﺔ ﺒﺎﻨﻬ ــﺎ ْ‬
‫اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺨدم ﻤﺠﺘﻤﻊ اﻝﺘﻜﺎﻓـل اﻻﺴـﻼﻤﻲ ‪ ،‬وﺘﺤﻘﻴـق ﻋداﻝـﺔ اﻝﺘوزﻴـﻊ ﻤـﻊ اﻻﻝﺘـزام ﺒﻌـدم اﻝﺘﻌﺎﻤـل‬
‫ﺒﺎﻝﻔواﺌد اﻝرﺒوﻴﺔ ْاﺨذا وﻋطﺎءا وﺒﺎﺠﺘﻨﺎب أى ﻋﻤل ﻤﺨﺎﻝف ﻵﺤﻜﺎم اﻻﺴﻼم)ﻋطﻴﺔ ‪١٤٠٥‬ﻫـ ‪.(٣٠‬‬
‫أﻤﺎ اﻝدﻜﺘور آﺤﻤد اﻝﻨﺠﺎر ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ ﺒﺎﻨﻬﺎ " ﻜﻴﺎن ووﻋﺎء" ﻴﻤﺘزج ﻓﻴﻪ ﻓﻜر اﺴﺘﺜﻤﺎرى اﻗﺘـﺼﺎدى ﺴـﻠﻴم‪،‬‬
‫وﻤﺎل ﻴﺒﺤث ﻋن رﺒﺢ ﺤﻼل ﻝﺘﺨرج ﻤﻨﻪ ﻗﻨوات ﺘﺠﺴد اﻷﺴس اﻝﺠوﻫرﻴﺔ ﻝﻼﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪ ،‬وﺘﻨﻘل ﻤﺒﺎدﺌﻪ‬
‫ﻤــن اﻝﻨظرﻴــﺔ اﻝــﻰ اﻝﺘطﺒﻴــق وﻤــن اﻝﺘــﺼور اﻝــﻰ اﻝواﻗــﻊ اﻝﻤﺤــﺴوس ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻴﺠــذب رأس اﻝﻤــﺎل اﻝــذى ﻴﻤﻜــن ان‬
‫ﻴﻜــون ﻋــﺎطﻼ ﻝﻴﺨــرج أﺼــﺤﺎﺒﻪ ﻤــن اﻝﺘﻌﺎﻤــل ﺒــﻪ ﻤــﻊ ﺒﻴوﺘــﺎت ﻴﺠــدون ﻓــﻲ ﺼــدورﻫم ﺤرﺠــﺎ ﻤــن اﻝﺘﻌﺎﻤــل ﻤﻌﻬــﺎ‬
‫"اﻝﻨﺠﺎر ) ‪.( ١٦٤ ،١٩٨٠‬‬
‫ان ﺤﺼر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ ﻓـﻲ اﻝﺒﻨـوك اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻴﻌـد ﻤﻔﻬوﻤـﺎ ﺨﺎطﺌـﺎ ‪،‬اﻻ اﻨـﻪ ﻻﺒـد ﻤـن اﻻﻋﺘـراف‬
‫ﺒﺎن ﺤرﻜﺔ اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻤﺜـل اﻫـم واﻜﺒـر اﻨﺠـﺎزات اﻻﻗﺘـﺼﺎد اﻻﺴـﻼﻤﻲ وﻴرﺠـﻊ ذﻝـك اﻝـﻰ ﺜـﻼث اﺴـﺒﺎب‬
‫رﺌﻴﺴﻴﺔ‪:‬‬
‫اوﻻ‪ :‬ان اﻝﺒﻨوك ﻓﻲ ﺤد ذاﺘﻬﺎ ﻋﺼب اﻝﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻋﺎﻝﻤﻴﺎ واﻝﻤﺘﺤﻜم ﻓﻲ ﻤﺴﺎراﺘﻪ وﺘوﺠﻬﺎﺘﻪ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ان اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻜﺎد ﺘﻜون اﻝﻨﻤوذج اﻝوﺤﻴد ﻤن ﺒﻴن ﻨﻤﺎذج اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ اﻝذي وﺠد طرﻗﺔ‬
‫ﻝﻠﺘطﺒﻴق واﻝذي ﺘﻤﺘﻊ ﺒدرﺠﺔ ﻤن اﻻﻋﺘراف ﻤﻜﻨﺘﻪ ﻤن اﻝوﺠود واﻻﺴﺘﻤرار‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬اﺴﺘطﺎﻋت اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻔﻀل اﷲ ان ﺘﻜون ﻨﻤوذﺠـﺎ ﻤﻔﻴـدا ﻝﻼﻗﺘـﺼﺎد اﻝﻤﺤﻠـﻲ وﻤؤﺸـ ار ﻝﻠﻤـﺼﻠﺤﺔ‬
‫اﻝﺘﻲ ﻗد ﺘﺘﺤﻘق اذا ﻤﺎﺘم ﺘطﺒﻴق ﻤﻜوﻨﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ )ﻜﺎﻤل ‪.(٤ ، ١٩٩٧‬‬
‫وﺒذﻝك اﺜﺒﺘت اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴق ارﺒﺎح ﻤرﺘﻔﻌﺔ ﻋن اﻝﺒﻨوك اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ واﻜﺜر اﺤﻴﺎﻨﺎ ﻤﻤﺎ‬
‫دﻓﻊ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﻤﺴﺘﺜﻤرﻴن اﻝﻰ اﻻﺒﺘﻌﺎد ﻋن اﻝـﺸﺒﻬﺎت ﻓـﻲ اﻝﺤـﻼل واﻝﺤـرام ﻓـﺎﻝﺒﻨوك اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻋﻼﻤـﺔ ﺒـﺎرزة‬
‫ﻤن ﻋﻼﻤﺎت ﻫذا اﻝﻌﺼر اﻝذي ﻴﻤﻜن ان ﻴوﺼف ﺒﺎﻨﻪ ﻋﺼر اﻝرﻏﺒﺔ اﻝﻰ اﻻﺴﻼم واﻝﺘوﺠﻪ اﻝﻴﻪ‪.‬‬

‫راﺒﻌﺎ‪ :‬ﺨﺼﺎﺌص اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪:‬‬


‫ان ﻝﻠﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ دور ﻫﺎم ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎد اﻝدوﻝﺔ ﻝﻜوﻨﻪ ﺠﻬﺎ از ﻓﻌـﺎﻻ ﻓﻴـﻪ ‪ ،‬ﻴﻌﻤـل ﺒﻜﻔـﺎءة وﻴﻤﻜﻨـﻪ ذاﻝـك‬
‫ﻤن ﻤﻨﺎﻓﺴﺔ اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ واﻻﺴﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ ﻏﻴر اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ‪،‬وﻴﺴﺎﻫم ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺠﻠـﺔ اﻝﺘﻨﻤﻴـﺔ اﻻﻗﺘـﺼﺎدﻴﺔ‬
‫اﻝــﻰ ﺠﺎﻨــب ﻤﺎﻴﺤﻘﻘــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤــﺴﺘوى اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ ﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻝﺘﻌــﺎون واﻝﺘﻜﺎﻓــل واﻻﺨــﺎء ﺒــﻴن اﻓ ـراد اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ‬
‫‪،‬ﻤ ــودﻋﻴن وﻤ ــﺴﺘﺜﻤرﻴن وﻋ ــﺎﻤﻠﻴن ﻓ ــﻲ اﻝﺒﻨ ــك ‪،‬ﺤﻴ ــث ان اﻝﺒﻨ ــك اﻻﺴ ــﻼﻤﻲ ﻤ ــن ادواﺘ ــﻪ ﺘطﺒﻴ ــق ﻤﺒ ــدا اﻝﺘﻜﺎﻓ ــل‬
‫اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻝﻨظﺎم اﻻﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ اﻝﻌﺼر اﻝﺤﺎﻝﻲ )ﻤﺸﻬور ‪.(٣٦٨- ٣٦٧ ، ١٩٩١‬‬
‫وﻝﻬذا ﻓﺎن اي ﻨظﺎم ﻤﺼرﻓﻲ اﺴﻼﻤﻲ ﻴﺠب ان ﻴﺘﻜون ﻤن ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻨﺎﺼر اﺴﺎﺴﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻋدد ﻜﺒﻴر ﻤن اﻻطراف اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻝﺘوﻓﻴر ﻋﻤق ﻝﻠﻨظﺎم‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫‪٨٤١‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫ﺘﻨوع واﺴﻊ ﻤن اﻻﺠﻬزة وذﻝك ﻝﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻤﺨﺘﻠف اﺤﺘﻴﺎﺠﺎت ﻋﻤﻼء اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ج‪ -‬ﺴوق ﺘﺒﺎدل ﻤﺼرﻓﻲ اﺴﻼﻤﻲ ﻴرﺒط ﺒﻴن اﻻطراف )اﻝﻤؤﺴﺴﺎت ﺒﺎﻻﺠﻬزة(‬
‫وﻴرﺘﻜز ﻋﻠﻰ اﻝرﻜﺎﺌز اﻻﺴﺎﺴﻴﺔ اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ان ﻤﺼدر اﻝﻤﺎل وﺘوظﻴﻔﻪ ﻻﺒد ان ﻴﻜون ﺤﻼﻻ‪.‬‬
‫‪ -‬ان ﺘوظﻴف اﻝﻤﺎل ﻻﺒد ان ﻴﻜون ﺒﻌﻴدا ﻋن ﺸﺒﻬﺔ اﻝرﺒﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ان ﺘوزﻴﻊ اﻝﻌواﺌد ﻴﺘم ﺒﻴن أرﺒﺎب اﻝﻤﺎل واﻝﻘﺎﺌﻤﻴن ﻋﻠﻰ ادارﺘﻪ وﺘوظﻴﻔﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ان ﻝﻠﻤﺤﺘﺎﺠﻴن ﺤﻘﺎ ﻓﻲ اﺼول اﻝﻘﺎدرﻴن ﻋن طرﻴق ﻓرﻴﻀﺔ اﻝزﻜﺎة‪.‬‬
‫‪ -‬ان اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﺸرﻋﻴﺔ ﻫﻲ اﺴﺎس اﻝﻤراﺠﻌﺔ واﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻤل اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋدم اﻝﻔﺼل ﺒﻴن اﻝﺠﺎﻨب اﻝﻤﺎدي واﻝﺠﺎﻨﺒﻴن اﻝروﺤﻲ واﻻﺨﻼﻗﻲ )اﺒو ﻋﺒﻴد ‪.(٤-٣ ،‬‬
‫وﻤﻤﺎ ﺴﺒق ذﻜرﻩ ﻨﺴﺘﺨﻠص ان ﺴﻴﺎﺴﺔ اﻝﺒﻨك اﻻﺴـﻼﻤﻲ ﺘوﻀـﺢ ﺜﻼﺜـﺔ اﺴـس ﻜﻤـﺎ ﺠـﺎء ﺒـذﻝك )ﻤﺤﻤـد‬
‫ﺒﺎﻗر اﻝﺼدر( ﻓﻲ "اﻝﺒﻨك اﻝﻼ رﺒوي ﻓﻲ اﻻﺴﻼم"‪:‬‬
‫اوﻻ‪ :‬ان ﻻ ﺘﺨﺎﻝف اﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴــﺎ‪ :‬ان ﻴﻜــون ﻗــﺎد ار ﻋﻠــﻰ اﻝﺤرﻜــﺔ واﻝﻨﺠــﺎح ﻀــﻤن اطــﺎر اﻝواﻗــﻊ اﻝﻤﻌــﺎش ﺒوﺼــﻔﻪ ﻤؤﺴــﺴﺔ ﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﺘﺘــوﺨﻰ‬
‫اﻝرﺒﺢ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻝﺜـ ــﺎ‪ :‬ان ﺘﻤﻜﻨـ ــﻪ ﺼـ ــﺒﻐﺔ اﻻﺴـ ــﻼم ﻤـ ــن اﻝﻨﺠـ ــﺎح ﺒوﺼـ ــﻔﻪ ﺒﻨﻜـ ــﺎ وﻤـ ــن ﻤﻤﺎرﺴـ ــﺔ اﻝـ ــدور اﻝـ ــذي ﺘﺘطﻠﺒـ ــﻪ اﻝﺤﻴـ ــﺎة‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ ﻤـن اﻝﺒﻨـوك‪ ،‬وﻤـﺎ ﺘﺘطﻠﺒـﻪ ظـروف اﻻﻗﺘـﺼﺎد اﻻﺴـﻼﻤﻲ اﻝﻨـﺎﻤﻲ واﻝـﺼﻨﺎﻋﺔ‬
‫اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ )اﻝﺼدر ‪(١٠ ، ١٩٩٠‬‬
‫ﻓــﺎﻝﺒﻨوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠــف اﺨﺘﻼﻓــﺎ ﺠــذرﻴﺎ ﻓــﻲ اﺴــﻠوﺒﻬﺎ ﻋــن اﻝﺒﻨــوك اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴــﺔ ‪،‬ﺤﻴــث ان ﻫــذﻩ اﻻﺨﻴــر‬
‫ﺘــﺴﺘﻬدف اﺴﺎﺴــﺎ اﻝ ـرﺒﺢ وﻝــﻴس ﻝﻬــﺎ ﻫــدف ﺴــوى ذﻝــك اﻤــﺎ اﻝﺒﻨــوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻓﻬــﻲ ﺘــﺴﻌﻰ اﺴﺎﺴــﺎ اﻝــﻰ ﺘﻨﻤﻴــﺔ‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ واﻝﻨﻬوض ﺒﻪ ﻤﺎدﻴﺎ وﻫﻲ ﻻﺘﻐﻔل ﻫدف اﻝرﺒﺢ وﻝﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻝرﺘﺒﺔ اﻝﺜﺎﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وارﻜﺎن اﻻﺨﺘﻼف ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬
‫العمل كمصدر للكسب بديال عن اعتبار المال المصدر الوحيد للكسب في النشاط المصرفي‪.‬‬ ‫‪-١‬‬

‫اﻝﻌﻤل ﺒﻤﺒدا اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓـﻲ اﻝﻐـﻨم واﻝﻐـرم اﻝﻤﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ اﻝﻤـﻀﺎرﺒﺔ واﻝـﺸرﻜﺔ اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺒـدﻴﻼ ﻋـن ﻤﺒـدا‬ ‫‪-٢‬‬
‫اﻝﻐﻨم اﻝﻤﻀﻤون ﻓﻲ ﺴﻌر اﻝﻔﺎﺌدة اﻝﺜﺎﺒت‪.‬‬
‫ﺘــﺼﺤﻴﺢ وظﻴﻔــﺔ راس اﻝﻤــﺎل ﻓــﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻜﻤﻘــدم ﻝﻤــﺼﺎﻝﺤﻪ ﻻ ﻜﻜﻴــﺎن ﻤــﺴﺘﻘل ﻴﻨﻤــو ﻓــﻲ ﻤﻌــزل ﻋــن‬ ‫‪-٣‬‬
‫اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ وﻓﻲ ﻤﻌزل ﻋن ﻤﺼﺎﻝﺤﻪ واﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ اﻝظرورﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺨﺎﻤﺴﺎ‪ :‬دور اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﺴﻼﻤﻲ‪:‬‬
‫ان اﻝﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻫــﻲ اﻜﺜــر اﻝﻤؤﺴــﺴﺎت ﺘــﺎﻫﻴﻼ ﻝﻠﻘﻴــﺎم ﺒــدور اﻝوﺴــﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﺤﻴــث‬
‫اﻨﻬﺎ ﺘرﻜز وﺘﺴﺘﻤد ﻗواﻋدﻫﺎ ﻤن اﻝدﻴن اﻻﺴﻼﻤﻲ وﻤﺤددة ﻤن طرق اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻴـﻊ ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬـﺎ‬

‫‪٨٤٢‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ واﻻﺴـﺘﺜﻤﺎرﻴﺔ ﻤـن ﺨـﻼل ﺘطﺒﻴـق ﻤﻔﻬـوم اﻝوﺴـﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ اﻝﻘـﺎﺌم ﻋﻠـﻰ ﻤﺒـدا اﻝﻤـﺸﺎرﻜﺔ ﻓـﻲ اﻝـرﺒﺢ او‬
‫اﻝﺨــﺴﺎرة وﻤــن ﺨــﻼل اطــﺎر اﻝوﻜﺎﻝــﺔ ﺒﻨوﻋﻴﻬــﺎ اﻝﻌﺎﻤــﺔ واﻝﺨﺎﺼــﺔ ﻓﻬــﻲ ذات دور ﻤﺘﻤﻴــز ﻓــﻲ اﻗﺘــﺼﺎدﻴﺎت اﻝــدول‬
‫اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻝﻨظﺎم اﻝﻤﺼرﻓﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ ﻴﻨطﻠق ﻤن ﺘﺼور )ان اﻝﻤـﺎل ﻫـو ﻤﻠـك ﷲ ﺘﻌـﺎﻝﻰ ( وان‬
‫اﻻﻨﺴﺎن او اﻝﺒﺸر وﺠدوا ﻻن ﻴﻜوﻨوا ﻤﺴﺘﺨﻠﻔﻴن ﻓﻴﻪ ﻻﻤﺎﻝﻜﻴن ﻝﻼﻤوال وﻗوﻝﻪ ﺘﻌﺎﻝﻰ ﻓﻲ ﺴورة اﻝﺤدﻴد )اﻻﻴﺔ‬
‫‪ " : (٧‬واﻨﻔﻘوا ﻤﻤﺎ ﺠﻌﻠﻜم ﻤﺴﺘﺨﻠﻔﻴن ﻓﻴﻪ"‪.‬‬
‫وان ﻤﻌﻴـ ــﺎر اﻝﻌﻘﻴـ ــدة اﻻﺴـ ــﻼﻤﻴﺔ ان ﻴﻜوﻨـ ــﺎ ﺘوظﻴـ ــف واﺴـ ــﺘﺜﻤﺎر ﻫـ ــذﻩ اﻻﻤ ـ ـوال وﻓﻘـ ــﺎ ﻻﺤﻜـ ــﺎم اﻝـ ــﺸرﻴﻌﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻝﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻻﺘﺘﻌﺎﻤــل ﺒﺎﻝﻔﺎﺌــدة اﺨــذا وﻋطــﺎءاً ﻝﻜوﻨﻬــﺎ ﺘﺘﻌﺒـرﻩ )رﺒــﺎ( ﻴﺤرﻤــﻪ اﻝــدﻴن اﻻﺴــﻼﻤﻲ وﻗوﻝــﻪ‬
‫ﺘﻌﺎﻝﻰ ﻓﻲ ﺴورة ال ﻋﻤران )اﻻﻴﺔ ‪ " : (١٣٠‬ﻴﺎ أﻴﻬﺎ اﻝذﻴن اﻤﻨوا ﻻ ﺘﺄﻜﻠو اﻝرﺒﺎ " ‪.‬‬
‫ان اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﺠب اﻝﻘﻴـﺎم ﺒﺎﻝوﺴـﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻜﻤـﺎ ﻴﺠـب ﻋﻠـﻰ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ‬
‫ان ﺘﺒﻨــﻲ اﻗﺘــﺼﺎدا ﺴــﻠﻴﻤﺎ ﻴﻔــﻲ ﺒﺎﺤﺘﻴﺎﺠــﺎت ﻤواطﻨﻴــﻪ اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﺤﺘــﻰ ﺘــؤﻤن ﻨﻔــﺴﻪ ﻤــن اﻻﻨﺤـراف اﻝــداﺨﻠﻲ او‬
‫اﻝﺘﻌدي اﻝﺨﺎرﺠﻲ ‪ ،‬ﻻﻴﻤﻜن ان ﻴﻜون ﻫﻨﺎك اﻗﺘﺼﺎد ﺴﻠﻴم ﺤﻘﻴﻘﻲ دون وﺴﺎﺌط ﻤﺎﻝﻴﺔ ‪١٩٩٩. Edwards, W.‬‬
‫اﺴﺘطﺎﻋت اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ان ﺘﺒرﻫن ﻋﻠﻰ ﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺠﺘذاب ﺠﻤﻬور واﺴﻊ ﻤـن اﻝﻌﻤـﻼء ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻝرﻏم ﻤن اﻨﻬﺎ ﺘﻌﻤل اﻝﻰ ﺠﺎﻨب ﻤﺼﺎرف ﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ﻝدﻴﻬﺎ ﺘﺠرﺒﺔ وﺘﺎرﻴﺦ طوﻴل ﻓﻲ اﻝﻌﻤل اﻝﻤﺼرﻓﻲ ورﻏم ﻫذﻩ‬
‫اﻝﻨﺠﺎﺤــﺎت ﻓﺎﻨﻬــﺎ ﺘواﺠــﻪ ﺘﺤــدﻴﺎت ﻜﺒﻴ ـرة ﻴﺠــب ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤواﺠﻬﺘﻬــﺎ واﻻ ﻓــﺴوف ﻴﺘﺤــول ﻫــذا اﻝﻨﺠــﺎح اﻝــﻰ ﺘ ارﺠــﻊ‬
‫ﻓﻬﻨﺎك اﻫﺘﻤﺎم ﻋﺎﻝﻤﻲ واﺴﻊ ﻻﻓﻜﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ وظﺎﻫرت اﻝﺒﻨوك اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻝﻤـﺎ ﺤﻘﻘـﻪ ﻤـن ﻨﺠﺎﺤـﺎت‬
‫ﻤﺘ ــﺴﺎرﻋﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ــﺎ اﺤ ــدى اﻻﻝﻴ ــﺎت اﻝﺠدﻴ ــدة اﻝﺘ ــﻲ ﺘﺘﻤﻴ ــز ﺒﻜﻔ ــﺎءة وﻓﻌﺎﻝﻴ ــﺔ ﺒﺎﻻﻀ ــﺎﻓﺔ اﻝ ــﻰ ﺠﺎﻨ ــب اﻝرﺒﺤﻴ ــﺔ‬
‫واﻝﻤردودﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻌود اﻝﻰ طﺒﻴﻌﺔ اﻻﺴﺘﺸﻤﺎرات اﻝﺤﻘﻴﻘﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘوﻓرﻫﺎ ﻫذﻩ اﻝﺒﻨوك ﻤﻘﺎﺒل اﻝﻤﻀﺎرﺒﺎت اﻝوﻫﻤﻴـﺔ‬
‫اﻝﺘﻲ ﺘطﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺎطﺎت اﻝﺒﻨوك واﻝﻤﺼﺎرف اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ )اﻝﻨﺠﺎر ‪.(١٣٤ ،١٩٨٠‬‬
‫وﻫذا ﻻﻴﻌد ﺤﻜ اًر ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻠدان اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒل ﺴﺠل ﻫذا اﻻﻗﺒﺎل ﻨﻤوا ﻫﺎﺌﻼ ﻓﻲ اﻝﻐـرب ﻝـذﻝك ﻴوﺠـد اﻝﻴـوم‬
‫ﻤﺎﻴزﻴد ﻋﻠﻰ ‪ ٣٠٠‬ﺒﻨك وﻤؤﺴﺴﺔ اﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺘﻌﺎﻤل وﻓق اﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓـﻲ اﻜﺜـر ﻤـن ‪ ٨٠‬ﺒﻠـد ﻓـﻲ‬
‫اﻝﻌــﺎﻝم ﺤــﺴب ﺘﻘرﻴــر ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٤‬اﻝــﺼﺎدر ﻋــن اﻝﻤﺠﻠــس اﻝﻌــﺎم ﻝﻠﺒﻨــوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ )ﻤﺠﻤوﻋــﺔ دﻝــﺔ اﻝﺒرﻜــﺔ _‬
‫دﻤــﺸق ‪ (٢٠٠٥‬وﺘــدﻴر ﻤــﺎﺒﻴن ‪ ٥٠٠‬و ‪ ٨٠٠‬ﻤﻠﻴــﺎر دوﻻر وﺘــﺴﺘﻘطب اﻫﺘﻤــﺎم اﻝﻌدﻴــد ﻤــن اﻝﺒﻨــوك اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴــﺔ‬
‫اﻝﻜﺒرى ﺤﻴث اﻀطرت ﻫذﻩ اﻝﺒﻨوك اﻤﺎم اﻝﻨﺘـﺎﺌﺞ اﻝﺘـﻲ ﺤﻘﻘﺘﻬـﺎ اﻝﺒﻨـوك اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ اﻝـﻰ ﻤواﻜﺒـﺔ اﻝﺘﻴـﺎر واﻤﺘطـﺎء‬
‫اﻝﻘطﺎر واﻝﺴﻌﻲ اﻝﻰ ﻤﺴﻴرﺘﻪ ‪.‬‬
‫اﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨص اﻝﺴوق اﻝﻌراﻗﻲ ﻓﻤﺎزال اﻝﻨﺸﺎط اﻝﻤﺼرﻓﻲ ﻤﺤﺼو ار ﺒﺎﻝﻤﺼﺎرف اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ وﻝم ﺘدرك اﻫﻤﻴﺔ‬
‫ﺘﻠــك اﻝﺨــدﻤﺎت اﻝﻤــﺼرﻓﻴﺔ اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ اﻻ ﻤﻨــذ ﻓﺘـرة وﺠﻴـزة ﺤﻴــث ﺘــم اﻝــﺴﻤﺎح ﺒﺎﻨــﺸﺎء ﻤــﺼﺎرف اﺴــﻼﻤﻴﺔ ﺘﻌﻤــل‬
‫ﻀﻤن اﻝﺴوق اﻝﻌراﻗﻲ ‪ .‬ﻓﻨﺠﺎح اﻝﻤﺼرف اﻻﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ ﺒﺠـودة ﻋﺎﻝﻴـﺔ ﻝﻠﻤﺘﻌـﺎﻤﻠﻴن‬
‫وﻗدرﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺠذب اﻝﻌدﻴد ﻤﻨﻬم وﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ اﻝﻤﺘﻤﻴزة ﻓﻲ اطﺎر اﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻴﻌد‬
‫ﻨﺠﺎﺤــﺎ ﻝﻠﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ وﻫــدﻓﺎً رﺌﻴــﺴﻴﺎ ﻻدارﺘﻬــﺎ ﺤﻴــث اﺴــس اﻝﻤــﺼرف اﻝﻌ ارﻗــﻲ اﻻﺴــﻼﻤﻲ ﻝﻼﺴــﺘﺜﻤﺎر‬
‫واﻝﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﻤوﺠب ﺸﻬﺎدة اﻝﺘﺄﺴﻴس اﻝﻤرﻗﻤﺔ م‪.‬ش‪ ٥٠١١/‬ﻓ ـ ـﻲ ‪ ١٩٩٢/١٢/١٩‬واﺠﻴـ ــز ﺒﺎﻝﺘﻌﺎﻤـ ــل ﺒﺎﻝـ ــﺼﻴرﻓﺔ‬
‫واﻻﺌﺘﻤ ــﺎن ﻤ ــن ﻗﺒ ــل اﻝﺒﻨ ــك اﻝﻤرﻜ ــزي اﻝﻌ ارﻗ ــﻲ ‪ ١٩٩٣/٢/٢٣‬وﻗ ــد ﺤ ــدد ﻋﻘ ــد اﻝﺘﺎﺴ ــﻴس اﻫ ــداف اﻝﻤ ــﺼرف‬
‫ﺒﺎﻝﻤــﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓــﻲ اﻝﻨﻤــو اﻻﻗﺘــﺼﺎدي ﻝﻠﻘطــر وﺨﻠــق اوﺴــﻊ ﻤﺠــﺎﻻت اﻝﺘﻌــﺎون ﻤــﻊ اﻝﻤــﺼﺎرف اﻝﺤﻜوﻤﻴــﺔ واﻻﻫﻠﻴــﺔ‬

‫‪٨٤٣‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫ﻀﻤن اطﺎر اﻝﺴﻴﺎﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻝﻠدوﻝﺔ وﺒﻤﺎ ﻴﺘﻔق واﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻲ ﺤﻴـث ﻴﺘﻜـون ﻤﺠﻠـس‬
‫اﻻدارة ﻤن ﺴﺒﻌﺔ اﻋﻀﺎء اﺼﻠﻴﻴن وﺒﻠﻎ ﻋدد اﻝﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ اﻝﻤﺼرف ﻝﻐﺎﻴﺔ ‪ (١٧٧) ٢٠٠٨/١٢/٣١‬ﻤﻨﺘﺴب‬
‫وﻝﻠﻤﺼرف ﺤﺎﻝﻴﺎ ﺘﺴﻌﺔ ﻓروع وﻤﻜﺘب ﻝﻼوراق اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ‪) .‬ﻤوﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ اﻻﻨﺘرﻨﻴت( اﻝﺴﺒﻬﺎﻨﻲ ‪٢٠٠٠‬م‪.‬‬

‫)*(‬ ‫ﺠدول رﻗم )‪(١‬‬

‫مقارنة االرقام الرئيسية الواردة في حسابات الختامية للسنوات الخمس المنتھية في ‪٢٠٠٨/١٢/٣١‬‬

‫‪٢٠٠٨‬‬ ‫‪٢٠٠٧‬‬ ‫‪٢٠٠٦‬‬ ‫‪٢٠٠٥‬‬ ‫‪٢٠٠٤‬‬ ‫اﻝﺴﻨوات‬

‫‪%‬‬ ‫اﻻف‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻻف‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻻف‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻻف‬ ‫‪%‬‬ ‫اﻻف‬ ‫رﻗم‬
‫اﻝدﻨﺎﻨﻴر‬ ‫اﻝدﻨﺎﻨﻴر‬ ‫اﻝدﻨﺎﻨﻴر‬ ‫اﻝدﻨﺎﻨﻴر‬ ‫اﻝدﻨﺎﻨﻴر‬ ‫اﻝدﻝﻴل‬
‫اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ‬

‫‪٨٢ ١٨٠٨٦٦٧ ٦٠ ٦٢٧٨٢٧ ٦٥ ٨٧١٩٤٠‬‬ ‫‪٧٠ ٩٩٤٠٦٠‬‬ ‫‪٦٢ ٣١٣٩٣١‬‬ ‫اﻴرادات اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ‬

‫‪٣٥٣٢٣٠‬‬ ‫‪٤٦‬‬
‫‪١٦‬‬ ‫‪٤٠ ٤١٧٧٨٤ ٢٩ ٣٩٢٧٥٣‬‬ ‫‪٢٨ ٤٠١٠٨٢‬‬ ‫‪٣٨ ١٦٥١٦٩‬‬ ‫اﻴرادات اﻻﺴﺘﺜﻤﺎرات‬

‫‪٤٠٤٦٤‬‬ ‫‪٤٩/٤٣‬‬
‫‪١٢‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪١٥٧‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪٦٩٥٩٦‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٢٧٠٠٥ - -‬‬ ‫‪٢٣٨٤٤‬‬ ‫اﻴرادات اﺨرى‬
‫‪١٠٠ ٢٢٠٢٣٦١ ١٠٠ ١٠٤٥٧٦٨ ١٠٠ ١٣٣٤٢٨٩ ١٠٠ ١٤٢٢١٤٧ ١٠٠ ٥٠٢٩٤٤‬‬ ‫ﻤﺠﻤوع اﻻﻴرادات‬

‫‪١٤ ٢٦٠٦٢٢ ١٤ ١٤٩٧٢٩‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٥٦٧١٦‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٧٥٩٦٧‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪٣٩٦٦٤‬‬ ‫ﻤﺼروﻓﺎت اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ‬ ‫‪٢٤‬‬

‫‪٢١‬‬
‫‪٤٦ ٦٩٥٨٤٠ ٤٩ ٥٠١٢٥٢ ٣٠ ٤٧٩٠١٨‬‬ ‫‪٣٥ ٣٣٩٩٤٠‬‬ ‫‪٥٣ ٢٣١٢٩٧‬‬ ‫رواﺘب واﺠور‬

‫‪٢٢‬‬
‫‪٤٠ ١٤٤٩٤٢٢ ٣٧ ٣٧٧٩١٥ ٦٦ ١٠٥٣٨٤٣‬‬ ‫‪٥٧ ٥٥٩٥١٢‬‬ ‫‪٣٨ ١٦٤٧٩٦‬‬ ‫ﻤﺼروﻓﺎت اﺨرى‬

‫‪١٠٠ ٢٤٠٥٨٨٤ ١٠٠ ١٠٢٨٨٩٦ ١٠٠ ١٥٨٩٥٧٧ ١٠٠ ٩٧٥٤١٩ ١٠٠ ٤٣٥٧٥٧‬‬ ‫ﻤﺠﻤوع اﻝﻤﺼروﻓﺎت‬

‫ﻴﺸﻴر ﺠدول رﻗم )‪ (١‬ان ﻫﻨﺎك اﻨﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﻤﺒﻠﻎ اﻻﻴرادات ﻓﻲ ﺴﻨﺔ )‪ (٢٠٠٦‬ﻓﻘـط وذﻝـك ﺒـﺴﺒب اﻝظـروف‬
‫اﻻﻤﻨﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻤرة ﺒﻴﻬﺎ اﻝﻘطر ﻓﻲ ﺘﻠك اﻝﻔﺘرة ‪ ،‬اﻤﺎ ﺒﻘﻴﺔ اﻝـﺴﻨوات وﻝﻐﺎﻴـﺔ ‪ ٢٠٠٨‬ﻓﻜﺎﻨـت ﻫﻨـﺎك زﻴـﺎدة ﻤﻠﺤوظـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺠﻤل اﻻﻴـرادات وﻫـذا ﻴـﺸﻴر ان اﻗﺒـﺎل اﻝزﺒـﺎن ﻋﻠـﻰ اﻻﺴـﺘﺜﻤﺎر ﻓـﻲ اﻝﻤـﺼﺎرف اﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻝﻤـﺎ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﻤـن‬
‫ﺜﻘﺔ وﻤﻜﺎﻨﺔ ﻓﻲ اﻝﺴوق اﻝﻤﺼرﻓﻲ اﻝﻌراﻗﻲ ‪.‬‬

‫‪٨٤٤‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫اﻤــﺎ ﺒﺎﻝﻨــﺴﺒﺔ ﻝﻠﻤــﺼﺎرﻴف ﻓﻘــد زادت ﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ ‪ ٢٠٠٨‬ﻋﻤــﺎ ﻜﺎﻨــت ﻋﻠﻴــﻪ ﻓــﻲ اﻝــﺴﻨوات اﻝــﺴﺎﺒﻘﺔ وذﻝــك ﻝﺘوﺴــﻊ‬
‫اﻝﻤ ــﺼرف وﻓ ــﺘﺢ ﻓ ــروع اﺨ ــرى ﻤﻤ ــﺎ ادى اﻝ ــﻰ زﻴ ــﺎدة اﻝﻌ ــﺎﻤﻠﻴن ودﻓ ــﻊ اﻻﺠ ــور اﻝﻨﻘدﻴ ــﺔ ﻝﻠﻤﻨﺘ ــﺴﺒﻴن وﻤ ــﺴﺎﻫﻤﺔ‬
‫اﻝﻤــﺼرف ﻓــﻲ اﻝــﻀﻤﺎن اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ واﻝﻤــﺴﺘﻠزﻤﺎت اﻝﺨدﻤﻴــﺔ اﻻﺨــرى اﻝﺘــﻲ ﻴﺤﺘﺎﺠﻬــﺎ اﻝﻤــﺼرف ﺒﺎﻻﻀــﺎﻓﺔ اﻝــﻰ‬
‫ﻗﻴﺎم اﻝﻤﺼرف ﺒﺒﻴﻊ وﺸـراء ﻝـﻼوراق اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ودﻓـﻊ ﻋﻤـوﻻت ﻝﻠﺤـوﻻت اﻝداﺨﻠﻴـﺔ واﻝﺨﺎرﺠﻴـﺔ ﻤﻤـﺎ ادى اﻝـﻰ زﻴـﺎدة‬
‫ﻤﺠﻤوع اﻝﻤﺼروﻓﺎت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﺴﻨﺔ وﺒـﺎﻝرﻏم ﻤـن ﻫـذا اﻝﺘذﺒـذب ﻓـﻲ ﻤﺠﻤـوع اﻻﻴـرادات واﻝﻤـﺼروﻓﺎت اﻻ اﻨـﻪ‬
‫اﺴﺘﻤر اﻝﻤﺼرف ﺒﺎﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺴﻴوﻝﺔ اﻝﻨﻘدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺼﻨدوق ﻝﻀﻤﺎن ﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺴﺤب واﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ‪.‬‬
‫)*( اﻝﻤﺼدر ﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪.‬‬

‫ﺠدول رﻗم )‪(*) (٢‬‬

‫ﻨﺴب اﻝﺘﺤﻠﻴل اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻝﻼرﻗﺎم اﻝرﺌﻴﺴﻴﺔ اﻝواردة ﻓﻲ اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺨﺘﺎﻤﻴﺔ ﻝﻠﺴﻨﺔ اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ ﻓﻲ ‪٢٠٠٨/١٢/٣١‬‬

‫‪%٩٦‬‬ ‫اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺠﺎرﻴﺔ واﻝوداﺌﻊ ‪ /‬اﻝﻨﻘود‬


‫‪%١٠٤‬‬ ‫اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺠﺎرﻴﺔ ‪ /‬راس اﻝﻤﺎل اﻝﻤدﻓوع واﻻﺤﺘﻴﺎطﻲ‬
‫‪%٣٤‬‬ ‫اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻨﻘدي ‪ /‬اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺠﺎرﻴﺔ واﻝوداﺌﻊ‬
‫‪%٥,٤‬‬ ‫اﻻﺴﺘﺜﻤﺎرات ‪/‬اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺠﺎرﻴﺔ واﻝوداﺌﻊ‬

‫ﻴﺸﻴر ﺠـدول رﻗـم )‪ (٢‬اﻝـﻰ ان ﻨـﺴﺒﺔ اﻝوداﺌـﻊ ‪ %٩٦‬وﻫـﻲ ﻨـﺴﺒﺔ ﻤرﺘﻔﻌـﺔ ﺒـﺴﺒب اﺘﺠـﺎﻩ اﻝﻤـودﻋﻴﻴن ﻨﺤـو‬
‫اﻝﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻝﻤــﺎ ﺘﺘﻤﺘــﻊ ﺒــﻪ ﻤــن ﺴــﻤﻌﺔ طﻴﺒــﺔ ﻓــﻲ اﻝــﺴوق اﻝﻤــﺼرﻓﻲ اﻝﻌ ارﻗــﻲ وﺘــرى اﻝﺒﺎﺤﺜــﺔ ان ﻤــن‬
‫اﻻﺴــﺒﺎب اﻻﺨــرى اﻝﺘــﻲ ادت اﻝــﻰ اﻝﺘوﺠــﻪ اﻝــﻰ اﻝﻤــﺼﺎرف اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ﻫــﻲ اﻻزﻤــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴــﺔ ﻻن ﻫــذﻩ‬
‫اﻝﻤ ــﺼﺎرف ﻻﺘﺘﻌ ــﺎطﻰ ﺒﺎﻝﻔﺎﺌ ــدة او ﺒﺎﻝﻨظ ــﺎم اﻝرﺒ ــوي واﻨﻤ ــﺎ ﺘﻌﺘﻤ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﻨظ ــﺎم اﻝﻤراﺒﺤ ــﺔ وﻋﻠ ــﻰ اﺴ ــﺎس ﻤﺒ ــدا‬
‫اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﻐﻨم واﻝﻐرم اﻝﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ اﻝﻤﻀﺎرﺒﺔ واﻝﺸرﻜﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻜــذﻝك ﻴوﻀــﺢ اﻝﺠــدول اﻝﻤــﺸﺎر اﻝﻴــﻪ اﻋــﻼﻩ ﻓﻴﻤــﺎ ﻴﺨــص راس اﻝﻤــﺎل اﻝﻤــدﻓوع واﻻﺤﺘﻴــﺎطﻲ ان‬
‫ﻨــﺴﺒﺘﻪ اﻴــﻀﺎ زادت ﺒﻨــﺴﺒﺔ ‪ %١٠٤‬اي ﺒﻨــﺴﺔ اﻋﻠــﻰ ﻤــن ﻨــﺴﺒﺔ زﻴــﺎدة اﻝوداﺌــﻊ وﻫــذا ﻴــﺸﻴر اﻝــﻰ ﺘــﺄﺜﻴر اﻝوداﺌــﻊ‬
‫ﻋﻠــﻰ رأس اﻝﻤــﺎل واﻻﺤﺘﻴــﺎطﻲ ‪،‬ﻜﻤــﺎ ﻜﺎﻨــت ﻫﻨﺎﻝــك زﻴــﺎدة ﻤﻠﺤوظــﺔ ﻓــﻲ ﻨــﺴﺒﺔ اﻻﺌﺘﻤــﺎن اﻝﻨﻘــدي ﺒﻨــﺴﺒﺔ ‪%٣٤‬‬
‫واﻻﺴﺘﺜﻤﺎرات ﺒﻨﺴﺒﺔ ‪.%٥.٤‬‬
‫)*( اﻝﻤﺼدر اﻝﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪.‬‬

‫‪٨٤٥‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫اﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎت واﻝﺘوﺼﻴﺎت‬
‫اﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎت ‪:‬‬
‫ﺘوﺼل اﻝﺒﺤث ﻤن ﺨﻼل اﻝدراﺴﺔ اﻝﻰ اﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎت اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ اﻻﺘﻴﺔ ‪:‬‬
‫اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ ﺘﻔﻘد اﻝﺸﻔﺎﻓﻴﺔ وﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻝﻤﺼﺎرف اﺘﺒﺎع ﻤﻤﺎرﺴﺎت ﻤﻌروﻓﺔ ﻤن‬ ‫‪.١‬‬
‫ﺤﻴث اﻝﻘواﻋد اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ واﻻﻨﻔﺘﺎح ﻤﻊ وﺠود اﻝﻤراﻗﺒﺔ ﻝﻠﺘﺎﻜد ﻤن ﻤواﻓﻘﺔ اﻻﻋﻤﺎل ﻝﻠﻘواﻋد اﻝﺸرﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ‬
‫ﺴﺘﺴﻬم ﻜﺜﻴ ار ﻓﻲ ﺘﺤﺴﻴن اﻻداء وﺤﻴﺎزة اﻝﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫زﻴﺎدة اﻝﺘﻌﺎون ﺒﻴن اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻬدف ﺘﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤوارد ﻝﻤواﺠﻬﺔ اﻝﺤﺎﺠﺔ اﻝﻰ اﻝﺴﻴوﻝﺔ ﺒﻨﺠﺎح‬ ‫‪.٢‬‬
‫وﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨب اﻻﺼول )ﺘﻤوﻴل اﻝﻤﺼﺎرف ﻝرﺠﺎل اﻻﻋﻤﺎل( ‪.‬‬
‫ﺘﻤﺘﻠك اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻜﺎﻨﺔ اﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ اذﻫﺎن زﺒﺎﺌﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺠﻤﻌت اﺒﻌﺎدﻫﺎ ﺒﻴن ﺠودة اﻝﺨدﻤﺔ‬ ‫‪.٣‬‬
‫اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺒﺎﻝزﺒﺎﺌن واﻝﺸﻬرة واﻻﻤﺎن وﺘطﺒﻴق اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻤﺎﻴدل ﻋﻠﻰ ﻨﺠﺎح ﺘﻠك‬
‫اﻝﻤﺼﺎرف ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻫﻲ اﻝﻌﻼﻗﺔ اﻝﻤﺒﺎﺸرة ﺒﻴن اﻝﻤدﺨرﻴن واﻝﻤﺴﺜﻤرﻴن وﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻝوﺴﺎطﺔ ﺘﺘﺤدد‬ ‫‪.٤‬‬
‫ﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﺘﻤوﻴل اﻝﻤﺼرﻓﻲ وﺘوظﻴف اﻻﻤوال اﻝﻤدﺨرة واﺴﺘﺨدام اﺴﺎﻝﻴب ﺘوظﻴف اﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻌﻴدة ﻋن اﺴﻠوب‬
‫اﻝﻘرض ﺒﻔﺎﺌدة اﻝذي ﺘﺴﺘﺨدﻤﻪ اﻝﻤﺼﺎرف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ‪.‬‬
‫اﺸرت اﻴرادات اﻝﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ زﻴﺎدة ﻤﻠﺤوظﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٨‬ﻗﻴﺎﺴﺎ ﻝﻠﺴﻨوات‬ ‫‪.٥‬‬
‫اﻝﺴﺎﺒﻘﺔوﻫذا ﻴﺸﻴر اﻝﻰ زﻴﺎدة اﻝﺜﻘﺔ ﺒﺎﻝﻤﺼرف وﺠودة اﻝﺨدﻤﺔ اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ وﺘطﺒﻴق اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‬
‫واﻻﻨﺘﺸﺎر اﻝﺠﻐراﻓﻲ ﻝﻠﻤﺼرف وﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌد اﻻزﻤﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﻝﻠﻤﺼﺎرف وﺘﺎﺜر اﻝﻤﺼﺎرف اﻝﺘﺠﺎرﻴﺔ‬
‫ﺒﺸﻜل ﻋﺎم ﺒﺎﻻزﻤﺔ ﻋدا اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻤﺎ زاد اﻝﺜﻘﺔ ﺒﻬذﻩ اﻝﻤﺼﺎرف وﻫذا دﻝﻴل ﻤﻤﺘﺎز ﻋﻠﻰ ﺘوﺠﻪ‬
‫اﻝﻤﺼﺎرف اﻝﻌﺎﻝﻤﻴﺔ ﺒﺎﻝﻌﻤل ﺒﺎﻝﻨظﺎم اﻻﺴﻼﻤﻲ‪.‬‬
‫ﻜﺸﻔت اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ ﺒﺎن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤﻀﺎرﺒﻪ اﻝﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻝﻨظﺎم اﻝﻤﺼرﻓﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﻗﺒول اﻝوداﺌﻊ‬ ‫‪.٦‬‬
‫ﺘﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺘوﻝﻴد اﻝﻨﻘود وﺨﻠق اﻻﺌﺘﻤﺎن اﻝﻨﻘدي ‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﻀوء اﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎت اﻋﻼﻩ ﻴﻘدم اﻝﺘوﺼﻴﺎت اﻻﺘﻴﺔ ‪:‬‬


‫ﻀرورة ﻗﻴﺎم اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺘطﺒﻴق اﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ‬ ‫‪.١‬‬
‫واﺒﺘﻜﺎر ﺼﻴﻎ ﻝﻠﺘﻤوﻴل ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻌﺎرض ﻤﻊ اﺤﻜﺎم اﻝﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ‪..‬‬
‫ﻀرورة اﺴﺘﺨدام اﺴﻠوب اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝرﺒﺢ او اﻝﺨﺴﺎرة ﻓﻲ اﻝﻤﻌﺎﻤﻼت‪.‬‬ ‫‪.٢‬‬
‫ﻀرورة ﺘطﺒﻴق اﺴﻠوب اﻝوﺴﺎطﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺸﺎرﻜﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪.٣‬‬
‫اﻻﻝﺘزام ﺒﺎﻝﺼﻔﺎت )اﻝﺘﻨﻤوﻴﺔ ‪ ،‬اﻻﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ( ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻼﺘﻬﺎ اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪.٤‬‬
‫اﻫﻤﻴﺔ ﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝوﻋﻲ اﻝﻤﺼرﻓﻲ ﻝدى ﺸراﺌﺢ اﻝﻤﺠﺘﻤﻊ ﻝﺘوﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻪ اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋن‬ ‫‪.٥‬‬
‫اﻝﻤﺼﺎرف اﻝﺘﻘﻠﻴدﻴﺔ ﻻﻨﻬﺎ ﺘﺘﻌﺎﻤل وﻓﻘﺎ ﻝﻠﺸرﻴﻌﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻗﻨوات اﻝدﻋﺎﻴﺔ واﻻﻋﻼن‪.‬‬
‫اﻫﻤﻴﺔ اﻗﺎﻤﺔ اﻝدورات واﻝﺤﻠﻘﺎت اﻝﻨﻘﺎﺸﻴﺔ وورش اﻝﻌﻤل اﻝﻤﻴداﻨﻴﺔ ﻝﻠﻌﺎﻤﻠﻴن ﻓﻲ اﻝﻤﺼﺎرف اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‬ ‫‪.٦‬‬
‫وذﻝك ﻝزﻴﺎدة ﻤﻬﺎرﺘﻬم وﺨﺒرﺘﻬم ﻓﻲ ﺘﻘدﻴم اﻝﺨدﻤﺎت واﻝﻤﻨﺘﺠﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫‪٨٤٦‬‬
‫‪ (٢٠١‬ﻟﺴﻨﺔ ‪ ١٤٣٣‬ﻫﺠﺮﻳﺔ – ‪ ٢٠١٢‬ﻣﻴﻼدﻳﺔ‪ ................... .‬اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎرف اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﺎذ‪ -‬اﻟﻌﺪد )‪٢٠١‬‬

‫اﻝﻤﺼﺎدر‬
‫اوﻻ‪ :‬اﻝﻤﺼﺎدر اﻝﻌرﺒﻴﺔ‪-:‬‬
‫‪ -١‬اﻝﻘ َران اﻝﻜرﻴم )ﺴورة ال ﻋﻤران ‪،‬ﺴورة اﻝﺤدﻴد(‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻝﺘﻘﺎرﻴر اﻝﺴﻨوﻴﺔ اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﺨﺘﺎﻤﻴﺔ ﻝﻠﻤﺼرف اﻝﻌراﻗﻲ اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪٢٠٠٨‬‬
‫‪ -٣‬ﺸﺎﻫﻴن ‪،‬ﻋﻠﻲ ﻋﺒد اﷲ ‪،‬ﻤﺤﺎﺴﺒﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺼرﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺒﻨـوك اﻝﺘﺠﺎرﻴـﺔ واﻻﺴـﻼﻤﻴﺔ ‪،‬ﻏـزة ‪،‬ﻤطﺒﻌـﺔ‬
‫اﻝرﻨﺘﻴﺴﻲ )‪.(٦، ٢٠٠٢‬‬
‫‪ -٤‬ﺼــدﻴﻘﻲ ‪،‬ﻤﺤﻤ ــد ﻨﺠ ــﺎة اﷲ ‪،‬اﻻﻋﻤ ــﺎل اﻝﻤ ــﺼرﻓﻴﺔ اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ‪،‬ﻗـ ـراءات ﻓ ــﻲ اﻗﺘ ــﺼﺎد اﻝﻤرﻜ ــز اﻝﻌ ــﺎﻝﻤﻲ‬
‫ﻻﺒﺤﺎث اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻤﻠك ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز ‪)،‬ﺠدة ‪١٤٠٧‬ﻫـ ‪.(٢٠،‬‬
‫‪ -٥‬ﻋطﻴﺔ ‪،‬ﺠﻤﺎل اﻝدﻴن ‪،‬ﻨﺤو ﻓﻬم اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ‪،‬ﻤﺠﻠﺔ اﻝﻤﺴﻠم اﻝﻤﻌﺎﺼر )‪١٤٠٥‬ﻫـ ‪.(٢٢،‬‬
‫‪ -٦‬ﻋﺒــد اﷲ ‪،‬ﺨﺎﻝــد اﻤــﻴن ‪،‬اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت اﻝﻤــﺼرﻓﻴﺔ ‪،‬اﻝطــرق اﻝﻤﺤﺎﺴــﺒﻴﺔ اﻝﺤدﻴﺜــﺔ ‪،‬دار واﺌــل ﻝﻠﻨــﺸر ‪ ،‬ﻋﻤــﺎن‬
‫)‪.(١٣، ٢٠٠٠‬‬
‫‪ -٧‬اﻝﻌﻤر ‪،‬اﺒراﻫﻴم ﺼﺎﻝﺢ ‪،‬اﻝﻨﻘود اﻻﺌﺘﻤﺎﻨﻴﺔ ‪،‬دورﻫﺎ واﺜﺎرﻫﺎ ﻓـﻲ اﻗﺘـﺼﺎد اﺴـﻼﻤﻲ ‪ ،‬دار اﻝﻌﺎﺼـﻤﺔ ﻝﻠﻨـﺸر‬
‫واﻝﺘوزﻴﻊ ‪،‬اﻝﺴﻌودﻴﺔ )‪١٤١٤‬ﻫـ ‪.(٦١،‬‬
‫‪ -٨‬اﺒ ـراﻫﻴم ‪،‬ﻋﺒــد اﻝﺤﻠــﻴم ‪،‬اﻝﻤــﺼﺎرف وﺸــؤﻨﻬﺎ دار اﻝﻨــﺸر ‪،‬اﻝﻤؤﺴــﺴﺔ اﻝﻌرﺒﻴــﺔ ﻝﻠد ارﺴــﺎت واﻝﻨــﺸر ﺒﻴــروت‬
‫)‪.(٥، ٢٠٠١‬‬
‫‪ -٩‬اﺘﻔﺎﻗﻴــﺔ ‪،‬اﻨــﺸﺎء اﻝﺘﺤــﺎد اﻝــدوﻝﻲ ﻝﻠﺒﻨــوك اﻻﺴــﻼﻤﻲ ﻤطــﺎﺒﻊ اﻻﺘﺤــﺎد اﻝــدوﻝﻲ ﻝﻠﺒﻨــوك اﻻﺴــﻼﻤﻴﺔ ‪،‬ﻤــﺼر‬
‫اﻝﺠدﻴدة \اﻝﻘﺎﻫرة )‪.(١٠، ١٩٧٧‬‬
‫‪ -١٠‬ﻋﺒد اﻝﻤﻨﻌم ﻤﺤﻤـد ﻤﺒـﺎرك ‪ ،‬ﻤﺤﻤـود ﻴـوﻨس ‪ :‬اﻗﺘـﺼﺎدﻴﺎت اﻝﻨﻘـود واﻝـﺼﻴرﻓﺔ واﻝﺘﺠـﺎرة اﻝدوﻝﻴـﺔ ‪ ،‬اﻝـدار‬
‫اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﻻﺴﻜﻨدرﻴﺔ )‪٠ (١٧٣، ١٩٩٦‬‬
‫‪ -١١‬اﺤﻤد اﻝﻨﺠﺎر ‪ :‬اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ واﺜرﻫﺎ ﻓﻲ ﺘطوﻴر اﻻﻗﺘـﺼﺎد اﻻﺴـﻼﻤﻲ ‪ ،‬ﻤﺠﻠـﺔ اﻝﻤـﺴﻠم اﻝﻤﻌﺎﺼـر‬
‫)‪. (١٦٤ ، ١٩٨٠‬‬
‫‪ -١٢‬اﻤﻴرة ﻋﺒد اﻝﻠطﻴف ﻤﺸﻬور ‪ :‬اﻻﺴﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻤـدﺒوﻝﻲ ‪ ،‬اﻝﻘـﺎﻫرة )ط‪، ١‬‬
‫‪. (٣٦٧ ،١٩٩١‬‬
‫‪ -١٣‬اﺴـ ـ ــﺎﻤﺔ اﻝطﻨطـ ـ ــﺎوي ‪ ،‬ﺘطـ ـ ــور اﻝﻨظـ ـ ــﺎم اﻝﻤـ ـ ــﺼرﻓﻲ اﻻﺴـ ـ ــﻼﻤﻲ ‪ ،‬ﻤﺠﻠـ ـ ــﺔ راﺒطـ ـ ــﺔ اﻝﻌـ ـ ــﺎﻝم اﻻﺴـ ـ ــﻼﻤﻲ‬
‫)‪.(١٩٩٥,٢٧‬‬
‫‪ -١٤‬ﻤﺤﻤد ﺒﺎﻗر اﻝﺼدر ‪ :‬اﻝﺒﻨك اﻝﻼرﺒوي ﻓﻲ اﻻﺴـﻼم اطروﺤـﺔ ﻝﻠﺘﻌـوﻴض ﻋـن اﻝرﺒـﺎ ود ارﺴـﺔ ﻝﻜﺎﻓـﺔ اوﺠـﻪ‬
‫ﻨﺸﺎطﺎت اﻝﺒﻨوك ﻓﻲ ﻀوء اﻝﻔﻘﻪ اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪ ،‬دار اﻝﺘﻌﺎون ﻝﻠﻤطﺒوﻋﺎت ‪ ،‬ﺒﻴروت )‪. (١ ، ١٩٩٠‬‬
‫‪ -١٥‬السويلم‪،‬سامي ‪" ،‬موقف الشريعة اإلسالمية من الدين"‪ ،‬مجلة بحوث االقتصاد اإلس‪H‬المي ‪ ،‬لن‪H‬دن ‪:‬‬
‫الجمعية الدولية لالقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬المجلد ‪ ، ٥‬العدد‪١٤١٦ ، ١‬ھـ ‪١٩٩٥ /‬م ‪ ،‬ص ص ‪. ٤٠-١‬‬
‫ﻤواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﺒﻜﺔ اﻻﻨﺘرﻨﻴت ‪١_ www. Kaau. edu _ sa/centers/spc/page.٠٨٣.htmi.:‬‬
‫اﻝﻨﻘود اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ان ﺘﻜون ﻝﻠﺒﺎﺤث ﻋﺒد اﻝﺠﺒﺎر ﺤﻤد اﻝﺴﺒﻬﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺴﻼﻤﻲ ‪،‬‬
‫اﻝﻤﺠﻠد اﻝﻌﺎﺸر ‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻝﻤﻠك ﻋﺒد اﻝﻌزﻴز )‪ ٢٠٠٠‬م ( ‪.‬‬
‫_‪www.islamicfi.com٢‬‬
‫اﻝﺒﻨوك اﻻﺴﻼﻤﻴﺔ طﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﻌرﻜﺔ ﺘﻘدم اﻝﻤﺴﻠﻤﻴن ‪ ،‬اﻝﻤﺠﻠس اﻝﻌﺎم ﻝﻠﺒﻨوك واﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ‪،‬‬
‫)‪.(٢٠٠٣,٤‬‬
‫اﻝﻤﺼﺎدر اﻻﺠﻨﺒﻴﺔ‪:‬‬
‫‪١- Edwards, W., "Islamic Banking", Princeton Economic Journal, First Quarter, ١٩٩٩.‬‬
‫‪٢- Siddiqi, M., "The Growing Popularity of Islamic Banking", Middle East, ٢٩١ (June ١٩٩٩):‬‬
‫‪٣٣-٣٥.‬‬

‫‪٨٤٧‬‬

You might also like