الخليل / PNN - في مدينة يطا في اقصى جنوب محافظة الخليل الواقعة اصلا جنوب الضفة الغربية المحتلة وعلى أرضها إستطاع المواطن جمال أبو صبيحة أن يُنشئ مزرعته الخاصة بالفراولة بعد خبرة طويلة إكتسبها من عمله داخل أراضي مدينة قلنسوة بأراضي فلسطين المحتلة عام 48 ، خاصة مع أغلاق الحواجز والمعابر مع اسرائيل وعدم تمكن العمال الفلسطينين من الدخول الى أماكن عملهم بالداخل المحتل .
بعد تجربة أولى للمواطن أبو صبيحة في زراعة الفراولة عام 2013 ونجاحه في استثمار أرضه وجد نفسه بعد أحداث السابع من أكتوبر مُجبرا على ايجاد عمل يعينه على الحياة في ظل الإغلاقات الإسرائيلية التي لم تبقى لاي فلسطيني فرصة العمل منذ ستة عشر شهرا.
تمكن ابو صبحة بمشاركة أخاه أبو خلدون الذي كان يعمل مقاولا بالداخل من زراعة 12 دونما من الأرض الخاصة بهم بنبتة التوت الارضي او المتعارف عليه ب “ الفراولة”.
التوت الارضي يحتاج الى مياه كثيرة لريه وفي فلسطين هناك شح بالمياه بسبب سيطرة اسرائيل على مصادر المياه كما حيث تقوم بضخها الى داخل المستوطنات الاسرائيلية وداخل الخط الاخضر لدرجة حدوث شح في مياه الشرب للفلسطينيين.
و يقول ابو صبحة وهو يتنهد :"لقد تغلبت على مشكلة المياه من خلال شراء صهاريج المياه كما انني اقوم بتجميع المياه عندما تمطر في بئر على الرغم من تكلفته الباهظة .
وعلى الرغم من مصاعب الزراعة نجح أبو صبيحة في مشروعه مدفوعا بحبه لثمرة التوت الارضي ومن خلال الخبرة العملية الطويلة على مدى سنوات عمله الطويلة بأراضي قلنسوة، واستخدم أدوية أستطع أن يُعالج أمراض وآفات كانت تصيب النبتة بطريقته الخاصة.
ومن خلال خبرته بدمج أنواع أدوية هي فعلا ليست متواجدة في السوق، وكثير من المهندسين لا يعرفون هذا الشيء إستطاع المزارع ابو صبحة العمل على تصدير محصول الفراولة بعد الفحص والمعاينة، كما و تمكن من تسويق إنتاجه من الفراولة في مدن رام الله والخليل وبيت لحم وعدد من مدن الضفة لأن إنتاجه يعتمد على زراعة التوت بارض وتربة طبيعية ولا تعتمد على إضافة المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية لذلك تمتاز ثمار التوت التي ينتجها هو بمذاقها الحلو .
و طالب أبو صبيحة برسالة وجهها لوزارة الزراعة الفلسطينية أن تدعم مزارعي التوت من خلال إمدادهم بالمياه والأدوية والأدوات التي يحتاجونها لانجاح مشاريعهم ، ليتمكنوا من مراكمة النجاح وخلق فُرص عمل جديدة من خلال تشغيل عمال أخرين بمزارعهم كما فعل.
وقال اوه لوحده استطاع يُوسع عمله وإستطاع توفير فرص عمل ل5 عمال أخرين توقفوا عن العمل بسبب إغلاق الحواجز والمعابر ومنعهم من الوصول الى الداخل المحتل وبذلك إستطاع إعانة آخرين على مواجهة الحياة الإقتصادية الصعبة في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية والمواطنين من حرب إبادة إسرائيلية صعبت مناحي الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة .
وأشار ابو صبحة انه لم يكن يتوقع هذا النجاح مشيرا الى انه سيواصل اداء عمله والاهتمام بأرضة وانه سيعمل على توسيع الاراضي الزراعية بعد هذه التجربة.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.