من المؤسف أن الكتاب كان رسالة ماجستير صادق عليها أساتذة جامعة القيروان (و على رأسهم د. المنصف الوهايبي) بالملاحظة القصوى. فلا يبدو أن الكتاب يقدّم شيئا يذكر. فهو يعتمد على مرجعين أساسيين (بل وحيدين إذا لم نحتسب المراجع المعتمدة كأدوات للتحليل و الدعم) و هما كتاب الأصنام لابن الكلبي و أخبار مكة للأزرقيّ. و ما ينتظره القارئ و هو قادر على قراءة هذين الكتابين، من كتاب ألّف اعتمادا عليهما، هو أكثر من المعلومة نفسها. أي إعادة التبويب و التصنيف و تقديم المعلومة وفق منهجية منطقية و علمية أكثر نجاعة. و المسألة الثانية تحليل المعلومات المتوفرة، و تفكيك الظواهر المقدّمة، و استخراج قراءة أنثروبولوجية للمجتمع الجاهليّ. لكنّ هذا لم يحصل. لقد ادعى الكاتب أنه سيعتمد على منهجية موضوعية تنأى ببحثه عن النزعة "التمجيدية" و "التهجينية"، لكنّه ينطلق بتقرير أن "الإنسان يخلق إلهه وفق صورته و مخياله" دون أن يتعب نفسه بإثبات ذلك، أو دراسته. بل إنه يقرّ حقائق لا يقرّها أي علم، و أكثر العلوم تفترضها افتراضا أو تتجاوزها لأنها لا تدخل ضمن مبحثها. كما يقفز الكاتب أحيانا إلى استنتاجات يعلم الله و هو كيف توصل إليها (إن ظاهرة التدين هي وليدة الاجتماع و المجتمع)، و لو أنه يعتبرها مسلمة، فعلى الأقل يذكر المدرسة الفكرية التي تفترض هذا الافتراض. ثم ما الداعي إلى ذكر ذلك في الخاتمة، كأنه توصل إلى هذا الأمر انطلاقا مما قدمه في الفصل (و هو ما لم يحصل). إقرار الكاتب التام بأن الدين من خلق الإنسان، لا يجب أن يستثنيَ الإسلام (و هو أمر لا ينكره)، مع ذلك، لا يبدو الساسي الضيفاوي محرجا من التعامل مع معلومات أساسها الإسلام تقريبا. و رغم تأكيده على النزعة التمجيدية لمرجعيه الأساسيين، فهو يبني الكثير من قراءاته على ما يبدو أسطوريا في روايتهما. فهو لا يشكك إطلاقا في إبراهيم و إسماعيل، و لا يبدو أنه يحمل أدنى افتراض لعدم وجود قبيلة جرهم المزعومة. و يبدو أن تاريخ عرب الشمال يبدأ عنده بإبراهيم الخليل دون احتراز أو حرج. و تجده أحيانا يستدل بالمرجعين امتدادا لكلامه، فيذكر أن أصل الكعبة يعود إلى الملائكة. و بعيدا عن تصديقه لق��ل بن الكلبي من عدمه، فهو يقرّ من خلال استدلاله هذا، على قدم الكعبة، في حين أن على من يكذب هذه الرواية، أن يكذبها حقا، و يبحث عن دلائل أخرى عن عمر هذا المعلم... كما يتميز عمل الكاتب أحيانا باستنتاجات غريبة، لا أعرف كيف توصل إليها. مثلا استنتاجه أن العرب عرفت التثليث انطلاقا من قصة ابن الكلبي عن الأحجار الأربعة. يقول صاحب كتاب الأصنام "كان الرجل إذا سافر، فنزل منزلا، أخذ أربعة أحجار، فنظر إلى أحسنها، فاتّخذه ربا، و جعل ثلاث أثافي لقدره، و إذا ارتحل تركه، فإذا نزل منزلا آخر فعل مثل ذلك." و المعنى واضح و لا يحتاج إلى الكثير من التحذلق في التفكير. فبعيدا عن مدى ترسّخ هذه العادة عند العرب (و لعلها ليست عادة حقا، فلو كانت كذلك، لتواتر الحديث عنها) فهي تحمل دلالة أراد ابن الكلبي تبيينها و هي أن الأصنام عند العرب، بقيمة الطعام بل أكثر قيمة. فالحجر تستعمله العرب أساسا للطهو. أما لماذا العدد ثلاثة، فلأنه العدد الأدنى لتثبيت القدور! أما الغرانيق الثلاثة فلئن ذكّرت الكاتب بالأقانيم المسيحية، فلقد ذكرتني بميدوسا و أختيها! و لا أعرف لماذا التفكير في الأقانيم الثلاثة و الحال أن العرب التي تقدس هذه الآلهة، تقدس أيضا أسافا و نائلة، و تقدس آلهة كثيرة أخرى. هناك استنتاجات أيضا مبنية على معلومات خاطئة، كقوله إنّ الرسول صلى الله عليه و سلم، استعمل في المرحلة المكية فقط كلمة "الربّ" للدلالة على الله، و أنه في ذلك الوقت لم يزل متردّدا بشأن استعمال كلمة "الله". الإجابة في سورة الإخلاص المكية، و هي السورة التي تعرّف إله المسلمين تعريفا واضحا و شافيا و قاطعا "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفؤا أحدا" و الحقيقة أنني لا أعرف أين يرى التردّد في قول قاطع مثل هذا! أخيرا بشأن الاستنتاجات. يخرج لنا الكاتب كثيرا بحقائق كونية لم يكن يعرفها أحد من قبيل "ان العمل مهم في حياة الإنسان" و لئن لم يستنتج شيئا بخصوص العمل فإنه قدّم الكثير من "القنابل العلمية" المشابهة بخصوص علاقة الدين بالإنسان و المجتمع و الاقتصاد. و يمكن أن نجد ذلك كثيرا في فصل "في أسباب نشأة فكرة الأولهة قبل الإسلام" حيث يسترسل الكاتب في "الجانب النفسي" في كتابة إنشائية لا مبرر لها و لا شاهد عليها (قد تكون بسبب إحساس الإنسان بروعة الكون و جلاله الخ".
أخيرا يفتقر الكتاب كثيرا للمنهجية رغم كل ما يوحي به، فالفصل الأول كان مباغتا، و قدم قائمة الالهة بسرعة في شكل جدول (جيد جدا للحقيقة) و اندفع يحلل و يفسر، و يبحث عن المعاني النفسية و الانثروبولوجية خلف أشكال المعبودات في حين أن الفصل مخصص فقط لحصرها ( و يبدو أنه لم ينجح في حصرها تماما). كما أن هناك الكثير من المسائل التي كان يفترض أن يعرضها الكاتب في البداية و لم يفعل، كتقديم جغرافيّ للعالم العربي المخصص بالدراسة، و تقديم الشعوب المحيطة به، لقيمتها كروافد ثقافية. كما أنه كان يفترض من الكاتب أن يقدم حصرا زمنيا للمعلومات المقدمة من قبل المرجعين، و مدى مصداقية هذه المعلومات قياسا بالزمن (و هذا مهم جدا)، و عوض التدليل الزمنيّ بـ"زمن إسماعيل بن إبراهيم" الذي لا يليق ببحث "علمي" كما يصر الكاتب، كان أحرى به أن يقدم لنا أزمنة تاريخية أكثر دقة...
لا أدعي أن البحث كان كارثيا، لكنّه باختصار لا يقدم إضافة نوعية، و لا يقدم قراءة جديدة حقا. أي شخص يعرف الجوانب النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية للدين و الأصنام. و ما قدمه من تفسيرات سطحيّ تماما. (و كان العرب يعبدون شجرة، و هذا يدل على قيمة الشجر في الحياة العربية الخ) ...
يخبرنا مؤلف العمل ان هذه الصفحات ماهي الا رساله ماجستير نال بها الباحث الدرجه العلميه في دراسة عن آلهة العرب قبل الإسلام من خلال كتابي الأصنام لابن الكلبي واخبار مكة للازرقي و هما محور الدراسة والحقيقة قد وجدت هذا العمل متواضع جدا وغير علمي و غير محدد الهدف انت لا تعرف ما هي الغاية الأساسية من هذا العمل ماذا يريد أن يقول في النهاية لا شيء استعراض أسماء و احداث و تعليقات الباحث نفسه غير علمية و غير منطقية و يحاول علي استحياء نقد الإسلام و القرآن و لكنه يشعر بالحرج كنت امني النفس بوجبة علميه فكرية دسمة و لكن تحطمت آمالي علي صخرة هذا الباحث .
هذا الكتاب هو عبارة عن رسالة ماجستير قام بها الكاتب في تونس. و تم الاعتماد في كتابة هذه الرسالة على كتابين هما: كتاب الأصنام لابن الكلبي و أخبار مكة للأزرقي.
تم تقسيمه إلى ثلاث فصول: الأول: المشهد الديني، الفصل الثاني: هوية الإله و الفصل الثالث: قراءة في الآلهة من خلال تتبع الأنساق التاريخية من الوثنية إلى التوحيدية. الفصل الأول: أسماء الآلهة ارتبطت بشخوص أو عشائر و أصبحت لها طقوس خاصة؛ اللات لثقيف، عزى لقريش و مناة خاصة للأوس و الخزرج. الأصنام متعددة: للحب، للحرب، للأمان، للسعادة، لخصوبة التربة،
ذو الخلصة: قد يتم العودة لعبادته و هي من علامات الساعة. نسبة كبيرة من الأصنام على شكل حيوانات أو اسماء حيوانات.
إن مكة في الجاهلية كانت ترى أن الله حاصل جمع ثلاثة: اللات، مناة و عزى ( بنات الله ). و أيضاً عقيدة التثليث يغوث، يعوق و نسراً.
- كتاب غير مقنع. - هو جمع واقتباس للعديد من المراجع والمفكرين، منها الصالح (في أغلبها) ومنها الطالح. - يناقض الكتب نفسه، بزعمه في البداية تبنيه المنهج العلمي تاركا المسلمات جانبا، ثم باعتبارها في سياق النص مرجعيات مسلما بها، مثل قصة آدم ونزوله إلى الأرض، وقصة نوح وعصر آدم وعصر ما قبل نوح أو ابراهيم أو اسماعيل. - لا أرى هذا الكتاب أكثر من أطروحة ماجستير ضعيفة، ولا يرقى لأن يكون كتابا تثقيفيا أو مرجعا علميا مهما.
كتاب مناسب جدًا جدًا في هذا الوقت من العام.. يصلح للتدفئة أو للمرحاض لكثرة استعماله شتاءً.. والله لو أن هناك تقييم بالسالب لكان كثيرًا على هذا السخف! والأعجب أنه رسالة دكتوراة؛ لكن في زمان السوء هذا لا شيء عجب!
الكتاب مدخل جيد لميثولوجيا آلهة العرب لكنه في النهاية بحث ماچيستير مبني في الأساس على قراءة لكتابي "الأصنام" و " أخبار مكة" فلا تمر صفحة بدون أقتباس من أحد الكتابين يطرح الباحث بعض الأستنتاجات العادلة لكن كان من الممكن طرحها كلها في فصل واحد في أقل من مائة صفحة يعاني الكتاب من التكرار المستمر لعدة أفكار و عدة أقتباسات فيمكنني تفهم لما قال لي البعض أن الكتاب هو مراجعة طويلة للكتابين السالف ذكرهم